للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولسْتُ بمَقْلِيِّ (١) الخِلالِ ولاقَالَي (٢)

قال أبو علي: ويجوز أن يكون جمع خُلَّة مثل: بُرْمَة وبِرام (٣)، وعُلْبة وعِلاب (٤)، قال ابن الأنباري: ولا تنافي بين هذه الآية وبين قوله: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: ٦٧] فأثبت الخُلَّة للمتقين؛ لأن لذلك اليوم أحوالًا ومواطن مختلفةً، ففي بعضها يشتغل كل خليل عن خُلَّةِ خليله (٥)، يدل (٦) على ذلك قوله: {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} [المعارج: ١٠]، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} [عبس: ٣٤]، وفي بعضها يتعاطف أولياء الله بالمُخالَّة التي كانت بينهم.


(١) في جميع النسخ (بمُلْقِي) وهو تصحيف، والتصويب من الديوان وجميع المصادر.
(٢) وصدره:
صرفْتُ الهوى عنهُنّ من خشية الرّدى
"ديوان امرئ القيس" ص ١٢٦، وورد في "تفسير الطبري" ١٣/ ٢٢٤، و"معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٥٣٣، و"شرح ديوان الحماسة" ٣/ ٣٢١، و"تفسير الثعلبي" ٧/ ١٥٥ ب، وابن عطية ٨/ ٢٤٥، و"اللسان" (خلل) ٢/ ١٢٥٢، و"تفسير أبي حيان" ٥/ ٤٢٧، و"الدر المصون" ٧/ ١٠٨، (المقْلي) المُبْغَض، اسم مفعول، و (القالي): المُبْغِض، اسم فاعل، يريد أنه لم ينصرف عن الحسان لأنه أبغضهنّ، ولا لأنهنّ أبغضْنه، ولكن خشية الفضيحة والعار، فهو متيَّم بحبهنَّ ولكنه صرف هذا الحب عنهنّ خشية الهلاك، ولم ينصرف عنهنّ لسوءٍ في طباعه.
(٣) البُرْمة: قِدْر من حجارة، ويجمع بُرْم وبُرَم وبِرام. انظر: "جمهرة اللغة" ١/ ٣٢٩، "المحيط في اللغة" (برم) ١٠/ ٢٤٢.
(٤) "الحجة للقراء" ٢/ ٣٥٥، بتصرف. العُلْبة: وعاء من جلدِ جنب البعير يُسوى على هيئة القصْعة المدورة، كأنها نُحتت نحتاً أو خُرطت خرْطاً، يُحْتلب فط، وتُجمع عُلبًا وعِلابًا. انظر: "جمهرة اللغة" ١/ ٣٦٦، و"تهذيب اللغة" (علب) ٣/ ٢٥٤٢.
(٥) أقف على مصدره، وورد بنحوه غير منسوب في "تفسير صديق خان" ٧/ ١١٧.
(٦) ساقط من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>