للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العُقابُ (١) نَهْوِي هَوِيُّا بالفتح، إذا انقضّت (٢) على صيد أو غيره (٣)، وقال الفراء في هذه الآية: {تَهْوِي إِلَيْهِم} تريدهم؛ كما تقول: رأيت فلانًا يَهْوِي نحوك (٤)، معناه: تنحط إليهم وتنحدر وتنزل (٥)، يقال هوى الحجر من رأس الجبل يهوي، إذا انحدر وانصب (٦)، هذا قول أهل اللغة في هذا الحرف.

فأما قول المفسرين؛ فقال ابن عباس في رواية عطاء: يريد تحِنّ (٧) إليهم زيارة بيتك (٨)، وفي هذا بيان أن حنين الناس إليهم إنما هو لحج البيت لا لأعيانهم، وفي هذا دعاء للمؤمنين بأن يرزقهم حج البيت، ودعاءٌ لسكان مكة (٩) من ذريته؛ لأنهم يرتفقون (١٠) بمن يأتي مكة لزيارة


(١) طير معروف، وهو من العِتاق؛ أي الجوارح، ويقع العُقاب على الذكر والأنثى. انظر: "اللسان" (عقب) ٥/ ٣٠٢٨.
(٢) (أ)، (د): (نفضت) من غير ألف وبالفاء، والمثبت من (ش)، (ع).
(٣) ورد في "تهذيب اللغة" (هوى) ٤/ ٣٨١٣ بنصه تقريبًا.
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٧٨ بنصه.
(٥) هذا معنى الآية لا معنى القول، وهو قول ابن الأنباري كما في "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٦٨، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ١٣٧، والخازن ٣/ ٨٣.
(٦) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ١٣٧ بنصه.
(٧) في (د): (نحو).
(٨) انظر: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٦٧، و"الخازن" ٣/ ٨٣، وورد بلا نسبة في "تفسير الماوردي" ٣/ ١٣٨، و"تفسير القرطبي" ٩/ ٣٧٣.
(٩) في (د): (مكان).
(١٠) هكذا في جميع النسخ، وفي "تفسير الخازن" ٣/ ٨٣ (بأنهم ينتفعون)، وقد نقل المقطع من الواحدي، ويستقيم المعنى بالعبارتين، فعلى عبارة المخطوط (يرتفقون) مأخوذة من الرفق، بمعنى أن القلوب تحن إليهم بسبب ارتفاقهم بالزوَّار والحجاج لبيت الله العتيق، وعلى عبارة الخازن (ينتفعون) من الانتفاع؛ فهم ينتفعون ممن يقدم مكة حاجًّا أو زائراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>