للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو إسحاق: أي كما فُعِلَ بالمجرمين الذين استهزأوا بمن تقدَّم مِنَ الرُّسُلِ، كذلك نَسلُكُ الضلالَ في قلوب المجرمين (١).

واختلفوا في المُكنّى في قوله: {نَسْلُكُهُ}؛ فذكر ابن عباس: الشرك (٢)، وهو قول الحسن (٣)، وذكر الزجاج: الضلال (٤). وقال الربيع: يعني [الاستهزاء (٥). وقال الفراء: يعني التكذيب بالعذاب (٦).

قال صاحب النظم: الهاء كناية عن الاستهزاء] (٧) ودلَّ عليه الفعل؛ كقولهم: من كذب كان شرًا له، والفعل يدل على المصدر؛ كقوله: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: ٧] أي: الشكر، فأضمره لدلالة الفعل عليه، وذكرنا مثل هذا كثيرًا، وأما ما ذكر المفسرون من الشرك والتكذيب والضلال فكلُّه داخل في الاستهزاء، وهو من معاني الاستهزاء.

وقوله تعالى: {كَذَلِكَ} إيماء بهذا التشبيه إلى ما كان منهم من الكفر والاستهزاء، قال: وهذه أبين آية في ثبوت القدر لمن أذعن للحق ولم يعاند.


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٧٤ بنصه.
(٢) "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٨٥، وصديق خان ٧/ ١٥١.
(٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٣٤٥ بلفظه، والطبري ١٤/ ٩ بلفظه، و"تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٨٥، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٧ وابن كثير ٢/ ٦٠٢، و"الدر المنثور" ٤/ ١٧٦ وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم، وصديق خان ٧/ ١٥١.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٧٤ بلفظه.
(٥) لم أقف عليه منسوباً له، ونُسب إلى قتادة في "تفسير الماوردي" ٣/ ١٥٠، وابن الجوزي ٤/ ٣٨٥، وورد غير منسوب في "تفسير ابن عطية" ٨/ ٢٨٧، الفخر الرازي ١٩/ ١٦٣، "تفسير القرطبي" ٧/ ١٠، "الدر المصون" ٧/ ١٤٧.
(٦) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٨٥ بلفظه.
(٧) ما بين المعقوفين من (ش)، (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>