للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خشيته مشفقون (١)، وهذا أيضًا قول الحسن؛ قال: هذا العروج راجع إلى بني آدم، يعني فظل هؤلاء الكافرون فيه يعرجون (٢).

وشرح أبو بكر هذا القول فقال: معناه لو وَصَّلنا هؤلاء المعاندين للحق إلى صعود السماء الذي يزول معه كل شبهة لم يستشعروا إلا الكفر، وجحدوا البراهين كما سائر المعجزات؛ من انشقاق القمرِ وما خُص به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من القرآن المعجز الذي لا يستطيع الجن والإنس أن يأتوا بمثله.

القول الثاني: أن هذا العروج للملائكة؛ لأنه هو المعروف المشهور، يقول: لو كُشف لهؤلاء عن أبصارهم حتى يعاينوا أبوابًا في السماء مفتحة تصعد منها الملائكة وتنزل، لصَرَفوا ذلك عن وجهه إلى أنهم سُحروا ورأوا بأبصارهم ما لا يتحقق عندهم، وهذا قول ابن عباس (٣) وابن جريج وجماعة.


(١) "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ١٦٧.
(٢) ورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٤٦ أبنحوه، وورد في "تفسير الطوسي" ٦/ ٣٢٣ بنحوه، "تفسير البغوي" ٤/ ٣٧٠، ٣٧١، "تفسير القرطبي" ١٠/ ٨، والخازن ٣/ ٩٠.
(٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٣٤٦ مختصراً عن ابن عباس من طريق قتادة، والطبري ١٤/ ١٠ بنحوه، عن ابن عباس من طريق العوفي (ضعيفة)، وعن الضحاك، وأخرجه مختصراً عن ابن عباس من طريق قتادة.
وورد مختصرًا في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٣ عن ابن عباس، "تفسير الطوسي" ٦/ ٣٢٣ عن ابن عباس وقتادة والضحاك، "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٣٨٦ عن ابن عباس والضحاك، "تفسير القرطبي" ١٠/ ٨ عن ابن عباس وقتادة، الخازن ٣/ ٩٠ عن ابن عباس والضحاك.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٧٦ وزاد نسته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>