(١) انظر: "تفسير مقاتل" ١/ ١٩٨ب، والطبري ١٤/ ٥١ عن قتادة والضحاك ومجاهد وسفيان بن عيينة، و"الناسخ والمنسوخ" للنحاس ٢/ ٤٨٢ عن ابن عباس وقتادة، و"معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٣٧، و"تفسير هود الهواري" ٢/ ٣٥٤، والثعلبي ٢/ ١٥٠ ب، و"الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه" لمكي ص ٣٢٩ عن قتادة، "تفسير الماوردي" ٣/ ١٧٠، والطوسي ٦/ ٣٥٢، و"تفسير البغوي" ٤/ ٣٩٠، والزمخشري ٢/ ٣١٨، وابن عطية ٨/ ٣٤٩، وابن الجوزي ٤/ ٤١٢، و"نواسخ القرآن" لابن الجوزي ص ١٨٤ عن مجاهد وقتادة، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٥٤، وابن كثير ٢/ ٦١٢، ذكر القائلون بالنسخ في هذه الآية، أنها نُسخت بآيات السيف والقتال وبراءة. ودعوى النسخ بآية السيف -كما مرّ في الدراسة- قد توسع فيها المفسرون، فنسخوا بها كثيرًا من الآيات التي تظهر سماحة الإسلام، ومداراة أهل الكفر والنفاق، والحث على الصبر وتحمل الأذى عند الضعف، ومن ذلك هذه الآية، وفي دعوى نسخها نظر؛ لعدم ثبوته عن الصحابة بطريق صحيح، فلم يَنسبه إلا النحاس إلى ابن عباس، ومع كونه من المبالغين في دعاوى النسخ -كما قال الزرقاني- فقد أورد الخبر بصيغة التمريض، ويؤيد القول ببطلان دعوى النسخ في هذه الآية، أنه لا تعارض بين الدعوة إلى الصفح الجميل والقتال -كما قال الجمل- لأن مورد الآيتين مختلف، فالمسالمة مطلوبة عند الضعف، والمسايفة مطلوبة عند القوة, لأن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدماً، فانتفاء الحكم لانتفاء علته لا يعد نسخاً، بل حتى مع توفر القوة فإن العفو عند المقدرة والصفح الجميل مع الأعداء خُلق محمود، كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح مع كفار قريش، ولهذا أنكر الفخر الرازي النسخ في هذه الآية، وقال: وقيل هو منسوخ بآية السيف، وهو بعيد؛ لأن المقصود من ذلك أن يظهر الخلق الحسن والعفو والصفح، فكيف يصير منسوخاً؟! انظر: "البرهان في علوم القرآن" ٢/ ٤٠ - ٤٣، "تفسير الفخر الرازي" ١٩١/ ٢٠٦، "حاشية الجمل على الجلالين" ٢/ ٥٥٣، "مناهل العرفان" ٢/ ١٥٠.