للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى امتن على رسوله بهذه السورة كما امتن عليه بجميع القرآن، فأما دخول (مِنْ) قال أبو إسحاق: فهي على ضربين تكون للتبعيض من القرآن؛ أي: ولقد آتيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يُثْنَى بها على الله، وآتيناك القرآن النبي، قال: ويجوز (من) للصفة، والمعنى آتيناك سبعًا، هي المثاني كما قال: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: ٣٠] المعنى: اجتنبوا الأوثان، لا أنَّ بعضها رِجْسٌ (١).

وقال ابن عباس في رواية مجاهد وسعيد بن جبير: المثاني السبع الطوال (٢)، وهذا قول ابن عمر وسعيد بن جبير في بعض الروايات ومجاهد في رواية ابن أبي نجيح، وهي سبع سور من أول القرآن؛ البقرة وآل عمران


(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٨٥ بتصرف يسير.
(٢) أخرجه أبو داود (٧٨٦) كتاب: الصلاة، باب من جهر بها، بنحوه من طريق سعيد، والنسائي: الافتتاح، ولقد آتيناك سبعًا من المثاني ٢/ ١٤٠ بنصه من طريق سعيد، والطبري ١٤/ ٥٢، ٥٣ بلفظه بعدة روايات من الطريقين، وورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٣٨ من طريق مجاهد.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١١/) بنصه من طريق مجاهد، وورد في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٢٤ من طريق مجاهد.
وأخرجه الحاكم: كتاب: التفسير، الحجر ٢/ ٣٥٥ بنحوه من طريق سعيد، وقال على شرط الشيخين، والثعلبي ٢/ ١٥١ ب، بلفظه من الطريقين، وورد في "تفسير الماوردي" ٣/ ١٧٠، و"تفسير البغوي" ٤/ ٣٩١ من طريق سعيد، وابن عطية ٨/ ٣٥٠، وابن الجوزي ٤/ ٤١٤، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٥٥ من طريق سعيد، والخازن ٣/ ١٠٢، وابن كثير ٢/ ٦١٣، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٩٦ - ١٩٧ وزاد نسبته إلى الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس، وزاد نسبته -كذلك- إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي من طريق سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>