للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الشق سائغ في معنى الآية، ذكرهما الفراء؛ وقال أكثر القراء: على كسر الشين (١)، ومعناه إلا بِجَهْدِ الأنفس، وكأنه الاسم، وكأن الشِّقَّ فعلٌ، قال: ويجوز في قوله: {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} أن يذهب إلى أن الجَهْدَ يُنْقِص من قوةِ الرجل ونَفَسِه حتى يجعله قد ذهب بالنصف من بدنه أو قوته، فيكون الكسر على أنه كالنصف، ويقال: المال بيني وبينكم بشَقِّ الشعر؛ وشِقِّ الشَعَر، وهما متقاربان، فإذا قالوا: شَقَقْتُ عليك شقًّا، نصبوا (٢).

وقال في "المصادر": شققت عليه شقًّا، وشق الصبح، وشق بابه إذا طلع، شقوقًا منهما، وشققت الثوب شقًّا لا غير.

قال ابن شميل: شَقَّ عليَّ ذلك الأمر مشقة، أي: ثقل عليّ (٣)، فجاء من هذا أن الشَّق بالفتح مصدر شَقَّ عليه الأمر، أي: أثقله عليه، ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لولا أن أَشُقَّ على أمتي" (٤)؛ شَقَّ الأمْرُ عليه مَشَقَّةً، فهو واقع


= عنهم، وابن الجوزي ٤/ ٤٣٠ عن عكرمة، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٧١، عن عكرمة، وأبي حيان ٥/ ٤٧٦، عنهم، و"تنوير المقباس" ص ٢٨٢، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٢٠٦، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس، وصديق خان ٧/ ٢١٠، عن ابن عباس، والصحيح حمله على العموم؛ لعدم وجود مخصص، كما أشار الواحدي -رحمه الله-.
(١) قرأ أبو جعفر المدني وحده في العشر بفتح الشين. انظر: "تفسير الطبري" ١٤/ ٨١، و"القراءات الشاذة" لابن خالويه ص ٧٦، و"المحتسَب" ٢/ ٧، و"المبسوط في القراءات" ص ٢٢٣، و"إعراب القراءات الشاذة" ١/ ٧٥٦، و"النشر" ٢/ ٣٠٢.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٩٧، بتصرف يسير، وورد في "تهذيب اللغة" (شق) ٢/ ١٩٠٦، بنحوه.
(٣) ورد في "تهذيب اللغة" (شق) ٢/ ١٩٠٦، بنصه.
(٤) أخرجه أحمد (٢/ ٢٥٠، ٢٨٧) بنصه عن أبي هريرة، والبخاري: كتاب: الجمعة، باب: السواك يوم الجمعة، ومسلم: كتاب: الطهارة، باب: السواك ١/ ٢٢٠، =

<<  <  ج: ص:  >  >>