للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو يحتمل وجهين: (١)

أحدهما: أن المعنى فإن الله لا يُرْشد من أضله، وبهذا فَسَّره ابن عباس (٢).

والثاني: أنّ يَهْدِي بمعنى يَهْتَدي، قال الفراء: والعرب تقول: قد هَدَّي الرجلُ؛ يريدون قد اهتدى، ومثله قوله: {أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى} (٣) [يونس: ٣٥]، قال ابنُ مجاهد (٤): ولم يختلفوا في {يُضِلُّ} أنه مضومُ الياء (٥).


= القراءات" وغيره: ومن قرأ (لا يُهْدَى) [وهم: ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر]، فالمعنى: لا يُهْدى أحدٌ يُضله الله، وهذا نظير قوله جل وعز: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ}، وقد اختار الطبري هذه القراءة ورجح هذا المعنى، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم. انظر: "تفسير الطبري" ١٤/ ١٠٤، والثعلبي ٢/ ١٥٦ ب، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٠٤.
(١) ذكرهما الثعلبي ٢/ ١٥٦ ب، بنحوه، وذكرهما ابن الجوزي ونسبهما إلى ابن الأنباري. "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤٤٦.
(٢) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٣٠، وورد غير منسوب في "تفسير القرطبي" ١٠/ ١٠٤.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٩٩، بنصه.
(٤) أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي، المشهور بابن مجاهد، شيخ القراءات وأول من سبّع السبعة، ولد سنة (٢٤٥ هـ)، قرأ على عبد الرحمن بن قدوس عشرين ختمة، وعلى قُنْبُل المكي، وسمع القراءات من طائفة كبيرة، تصدَّر للإقراء وازدحم عليه أهل الأداء، ورُحِل إليه، قرأ عليه: صالح بن إدريس وأبو الفرج الشَّنَبُوذي، صنَّف كتابه المشهور: "السبعة في القراءات"، مات سنة (٣٢٤ هـ). انظر: "الفهرست" ص ٥٢، و"معرفة القراء الكبار" ١/ ٢٦٩، و"غاية النهاية" ١/ ١٣٩.
(٥) "السبعة" ص ٣٧٢، بنحوه، وزاد: مكسورة الضاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>