للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيه معهم سواء في الملك، فقدله: {فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} صفة لما تَقَدَّمه من الخبر لا جوابٌ له؛ ولو كان جوابًا له لكان قد أوجب أن يكون المولى والعبيد في ذلك سواء، وهو عز وجل إنما أراد أنهم لا يستوون في الملك، ونظير هذه الآية قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى قوله: {فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ} [الروم: ٢٨] بمعنى: حتى أنتم فيه سواء إليّ، هل يشاركونكم في أموالكم حتى تكونوا أنتم وهم فيه سواء.

وهذا الذي ذكرنا هو قول جميع المفسرين في هذه الآية؛ قال مجاهد: هذا مَثَلُ آلهة الباطل مع الله (١).

وقال السدي: يقول: فكما لا يرد أحدهم على مملوكه مما رزقه الله حتى يكون مثله، فلذلك لا أكون أنا وهذا الصنم الذي هو من خلقي ومما ملكت سواءً فيما خلقت (٢).

وقال قتادة: يقول: هذا الذي فُضِّل في المال والولد لا يشرك عبدَه في ماله وزوجته، يقول: قد رضيتَ بذلك لله ولم ترض به لنفسك، فجعلت لله شريكًا في خلقه وملكه (٣).


(١) "تفسير مجاهد" ص ٣٤٩، بنصه، وأخرجه الطبري ١٤/ ١٤٣ بنصه، وورد في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٤٢، بنحوه، وانظر: "تفسير ابن كثير" ٢/ ٦٣٦، و"الدر المنثور" ٤/ ٢٣٣، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ٣٥٨) بنصه، والطبري ١٤/ ١٤٣ بنصه، ومن طريق آخر بمعناه، وورد في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٤٢، بنحوه، وورد بمعناه في "تفسير الجصاص" ٣/ ١٨٥، و"معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٨٦، و"تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٩ ب، والطوسي ٦/ ٤٠٦، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٣١، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٤١، والخازن ٣/ ١٢٦، وأبي حيان ٥/ ٥١٤، وابن كثير ٢/ ٦٣٦، و"الدر المنثور" ٤/ ٢٣٣، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>