للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دونه من الباطل (١).

وقال السُّدي: هذا مَثَلٌ ضربه الله للآلهة؛ يقول: كما لا يستوي عندكم عبد مملوك لا يقدر من أمره على شيء ورجل حُرٌّ قد رُزق رزقًا حسنًا فهو ينفق منه سِرًّا وجَهرًا لا يخاف من أحد، فكذلك أنا وهذه الآلهة التي تَدْعُون، ليست تملك شيئًا وأنا الذي أملك وأرزق مَنْ شئت (٢)، وهذا القول هو اختيار الفراء (٣)، والزجاج قال: بَيَّنَ اللهُ لهم أمرَ ضلالتهم وبعدهم عن الطريق في عبادتهم الأوثان، فذكر أن المالك المقتدر على الإنفاق والعاجز الذي لا يقدر أن ينفق لا يستويان، فكيف يُسَوَّى بين الحجارة التي لا تتحرك ولا تعقل وبين الله الذي هو على كل شيء قدير، وهو رازقُ جميع خلقه (٤).

وفي الآية قول آخر، وهو: أن هذا مثل للمؤمن والكافر؛ قال عطاء عن ابن عباس: يريد أبا جهل بن هشام وأبا بكر الصديق (٥)، وقال قتادة:


(١) ليس في تفسيره، وأخرجه الطبري ١٤/ ١٥٠ بنصه من طريقين، وانظر: "تفسير ابن عطية" ٨/ ٤٧٥، و"الدر المنثور" ٤/ ٢٣٥، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ٢/ ٤٢٢، بنصه.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١١١، بمعناه.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢١٣، بتصرف يسير.
(٥) ورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٠ ب، بنصه عن ابن جريج عن عطاء ضعيفة، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٣٣، وابن الجوزي ٤/ ٤٧٢، وقد روي عن ابن عباس أنهما: هشام بن عمرو، ومولاه الذي كان ينهاه، انظر: "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٩٣، و"تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤٧٢، و"الدر المنثور" ٤/ ٢٣٥ - ٢٣٦، وعزاه إلى ابن جرير -روايته ليس فيها الشاهد- وابن أبي حاتم وابن مردويه، وابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>