للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو كذلك إذ طفئت ناره فبقي مظلما خائفا متحيرا، كذلك المنافقون لما أظهروا كلمة الإيمان استناروا بنورها، واعتزوا بعزها، وأمنوا، فناكحوا المسلمين ووارثوهم (١) وقاسموهم الغنائم وأمنوا على أموالهم وأولادهم، فلما ماتوا عادوا إلى الظلمة والخوف، وبقوا في العذاب والنقمة (٢).

وهذا القول اختيار الزجاج، لأنه قال: هذا المثل ضربه الله للمنافقين في تجملهم بظاهر الإسلام، فمثل ما تجملوا به من الإسلام كمثل النار التي يستضيء (٣) بها المستوقد (٤).

وعلى ما قاله أبو إسحاق: التمثيل وقع بين تجملهم (٥) بالإسلام، وبين النار التي (٦) يستضاء بها.

وقال غيره: معنى الآية: مثل استضاءتهم (٧) بكلمة الإيمان كمثل استضاءة الموقد بالنار. فالتمثيل وقع بين الاستضاءتين، وحذف الاستضاءة، لأنه مضاف فأقيم المضاف إليه مقامه (٨).

وهذا قول الفراء، لأنه قال: شبههم وهم جماعة بالذي استوقد نارًا


(١) في (ب): (واورثوهم).
(٢) ذكره "الطبري" ١/ ١٤٣ - ١٤٤، من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس، وعن قتادة والضحاك ورجحه. وذكره ابن أبي حاتم ١/ ٥٠ عن ابن عباس. وذكره ابن كثير عن قتادة. انظر: "تفسير ابن كثير" ١/ ٥٨، "الدر المصون" ١/ ٣٢.
(٣) في (أ)، (ج): (تستضيء)، وأثبت ما في (ب) لمناسبته للسياق.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٥٨.
(٥) في (ب): (تحكمهم).
(٦) في (ب): (الذي).
(٧) في (ب) (استضابهم).
(٨) ذكره "الطبري" ١/ ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>