للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كنا نعبدهم من دونك، {فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ} قال الكلبي: أجابوهم (١)، وقال مجاهد: حدثوهم (٢)، وقال الفراء: رَدَّت عليهم قولهم (٣): {إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ} (٤)، وذكر المفسرون في تكذيب الأصنام إيّاهم وجوهًا؛ أحدها: أنها كذبتهم في استحقاق العبادة، والمعنى: {إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ}: في أَنَّا نستحق العبادة (٥)، الثاني: {إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ}: في أَنَّا دعوناكم إلى العبادة، وهذا قول الفراء (٦)، وقيل: {إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ}: في تسميتنا آلهة وأربابًا (٧)، وكل هذا تكذيب من الآلهة (٨) للكفار بما لم يُخْبِر به عنهم؛ لأنه ليس في الآية أن الكفار ادعوا أنها دعتهم إلى عبادتها، ولا أنها كانت تستحق العبادة، ولا أنهم سموها آلهة، وإن كانوا قد فعلوا ذلك، ولكن لم يُخبِر عنهم في هذه الآية بهذه الأشياء حتى ينصرف التكذيب إلى ذلك، والمفسرون قالوا هذا على الاحتمال، ولم أر لواحد من أئمة التفسير قولًا منسوبًا إليه مما حكيت غير الفراء، والذي يوافق الظاهر أن يقال: إن الشركاء كانت جمادًا مواتًا ما كانت تعرف عبادة عابديها، فقالت: {إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ}: في عبادتكم إيَّانَا، ما كنا نعرف ذلك ولا علم لنا بعبادتكم،


(١) ورد بلا نسبة في "تفسيره "الوسيط"" تحقيق سيسي ٢/ ٤٢٨، وابن الجوزي ٤/ ٤٨٠.
(٢) "تفسير مجاهد" ص ٣٥٠، بلفظه، أخرجه الطبري ١٤/ ١٥٩ بلفظه من طريقين، و"الدر المنثور" ٤/ ٢٣٩، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) في جميع النسخ: (قولها)، والتصويب من المصدر.
(٤) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١١٢، بنصه.
(٥) ورد في "تفسير الطوسي" ٦/ ٤١٦، بنصه، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٩٧.
(٦) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١١٢، بمعناه.
(٧) ورد في "تفسير الطوسي" ٦/ ٤١٧، بنحوه، وانظر: "تفسير الخازن" ٣/ ١٣٠.
(٨) في جميع النسخ: (الإله) والصحيح الآلهة؛ لأنها هي التي كذبت عابديها.

<<  <  ج: ص:  >  >>