للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالرومِ أو بالتُّركِ أو بالديلم

إذًا لَزُرناكِ ولو بِسُلَّمِ (١)

قال: وسط الأعجم ولم يقل: وسط العجم؛ لأنه جعل كل من لا يتبين كلامه أعجم، فكأنه قال: وسط القبيل الأعجم، وينبغي أن يكون الأعجمي بالياء فيه للنسب، نسب إلى الأعجم الذي لا يُفْصِح، وهو في المعنى كالأعجمي، ويجوز أن يقال: رجل أعجمي فيراد به ما يراد بالأعجم بغير ياء النسب، كما يُقال: أحمر وأحمريّ، ودَوّارٍ ودَوَّارِي (٢).

ومعنى الآية هو (٣) أن الله تعالى قال: لسان هذا البشر الذي يزعمون


(١) ورد في "المخصص" ٢/ ١٢١ شطران، ١٦/ ١٠٢، و"شرح شواهد الإيضاح" ص ٤٤٠، وفيه حرف الجر (في) بدل الباء في الكلمات الثلاث، وورد الشطر الأول فقط في "اللسان" (وسط) ٨/ ٤٨٣٢، و"التاج" (وسط) ١٠/ ٤٤٥، وورد بلا نسبة في "اللسان" (عجم) ٥/ ٢٨٢٥، وورد في الاقتضاب باختلاف في الشطرين الأخيرين برواية:
في الروم أو فارسَ أو في الديلمِ
إذًا لزرناكِ ولو لم نسلمِ
(سَلُّومُ): منادى مرخم، أراد: ياسَلُّومة، (الدّيلم): الجماعة الكثيرة من الناس، وقيل: جيل من الناس، وقيل: هم من ولد ضَبَّةَ بن أُدد، قال ابن بري: وقوله: بِسُلم: أي لتسببنا إلى زيارَتِك بكل سبب، فضرب السُّلَّم مثلاً لذلك.
وقال ابن السيد: وهذا البيت يصحفه كثير من الناس فيرونه ولو بسلّم، ولا وجه لذلك؛ لأن السلّم لا يستعمل في قطع المسافات وإنما يستعمل في صعود العلالي المشرفات والمواضع المرتفعات، ولو قال قائل لصاحبه: لو كنت ببغداد لنهضت إليك ولو بسلم لم يكن له معنى يعقل، وقد يسمل السلَّم بمعنى السبب، وليس له هاهنا أيضًا وجه؛ لأنه كان يجب أن يقول: ولو بغير سبب يوجب النهوض. وانظر: "اللسان" (دلم) ٣/ ١٤١٥.
(٢) ورد نحوه في "المحتسب" ٢/ ١٢.
(٣) في (أ)، (د): (وهو) بزيادة الواو, ويستقيم الكلام بدونها.

<<  <  ج: ص:  >  >>