للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليهود غدًا والنصارى بعد غد" (١) (٢).

وعلى هذا القول معنى قوله: {عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ}، أي: اختلفوا فيه على نبيهم موسى؛ حيث أمرهم بالجمعة فاختاروا السبت، فاختلافهم في السبت كان اختلافًا على نبيهم في ذلك اليوم (٣)، أي لأجله لأنهم اختاروه ولم يختلفوا في اختياره، وهذا مما أشكل على كثير من المفسرين حتى قال بعضهم: معنى الاختلاف في السبت أن بعضهم قال هو أعظم الأيام حرمة؛ لأن الله فرغ فيه من خلق الأشياء، وقال آخرون: لا بل الأحد؛ لأن الله ابتدأ خلق الأشياء فيه (٤)، وهذا غلط؛ لأن اليهود لم يكونوا فريقين في يوم السبت، وإنما اختار الأحد النصارى بعدهم بزمان طويل.

وقال بعض المفسرين أيضًا: أكثر اليهود قالوا: نريد اليوم الذي فرغ الله فيه من خلق الأشياء، وكان شرذمة منهم يرغبون في الجمعة، فهذا


(١) في جميع النسخ: (غدًا)، وهو خطأ نحوي ظاهر.
(٢) ورد في جميع المصادر بزيادة، وطرفه: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة" أخرجه أحمد (٢/ ٢٤٩، ٢٧٤، ٢٤١)، البخاري (٨٧٦) كتاب: الجمعة، باب: فرض الجمعة، ومسلم (٨٥٥) كتاب: الجمعة، باب: هداية هذه الأمة، والدارقطني (٢/ ٣)، والثعلبي ٢/ ١٦٦ ب، والبيهقي: الطهارة/ الغسل على من أراد الجمعة (١/ ٢٩٧، والبيهقي في "الدلائل" ٥/ ٤٧٥، والبغوي ٥/ ٥٢، والبغوي في شرح السنة: الجمعة/ فرض الجمعة ٤/ ٢٠٠، وورد في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٥٥، وهود الهواري ٢/ ٣٩٥، والخازن ٣/ ١٤١، وابن كثير ٢/ ٦٥٢.
(٣) ورد بنحوه في "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٩ أ، وهود الهواري ٢/ ٣٩٥.
(٤) ورد في "تفسير الطبري" ١٤/ ١٩٣، بنصه، والثعلبي ٢/ ١٦٦ أ، بنصه، و"تفسير الماوردى" ٣/ ٢٢٠، بنصه، والطوسي ٦/ ٤٣٨، بنصه.

<<  <  ج: ص:  >  >>