للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالي: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} قال عكرمة: كل شيء حي (١)، ونحوه قال الحسن والضحاك: كل شيء فيه الروح (٢)، وقال قتادة: يعنى الحيوانات والنَّامِيات (٣)، وقال بعضهم: هذا عام في كل شيء، وكل ما خلق الله فهو يسبح بحمده، وأن صَرِيرَ السَّقْفِ وصَرِيرَ البابِ من التسبيح لله (٤)، ولكل شيء تسبيح لا نفقه نحن ذلك؛ كما قال الله تعالى: {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}.

المذهب الثاني: أن المراد بالتسبيح هاهنا: الدلالة على أن الله -عز وجل-


(١) أخرجه "الطبري" ١٥/ ٩٢، بنحوه، وورد بمعناه في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٥٩، و"تفسير الثعلبي" ٧/ ١٠٩ ب، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٣٣ وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه "الطبري" ١٥/ ٩٢ بنصه عنهما، وأبو الشيخ في العظمة ص ٥٢٣ بنصه عن الضحاك، وورد في "تفسير الثعلبي" ٧/ ١٠٩ ب بنصه، و"الماوردي" ٣/ ٢٤٥ - بمعناه، و"الطوسي" ٦/ ٤٨٣ - بمعناه، انظر: "تفسير ابن الجوزي" ٥/ ٣٩، عنهما، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٣٣ وعزاه إلى أبي الشيخ عن الحسن- لم أجده.
(٣) أخرجه بمعناه "عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٩، و"الطبري" ١٥/ ٩٣، وورد في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٧٠ - بمعناه، و"الثعلبي" ٧/ ١٠٩ ب بنصه، انظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٩٦.
والنَّامِيات: جمع نَامٍ، والنَّامِي، مثل: النبات والشجر ونحوه؛ أي كل ما ينمو ويكبر، ويقابله الصامت؛ كالحجر والجبل ونحوه. انظر (نمي)، (نمو) في "المحيط في اللغة" (١٠/ ٤١٧، و"اللسان" ٨/ ٤٥٥٢.
(٤) وهو قول النخعي -كما في البغوي وغيره- وورد بنحوه في "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٤٢، و"تفسير الطوسي" ٦/ ٤٨٣، انظر: "تفسير البغوى" ٥/ ٩٦ بلفظ: صرير الباب ونقيض السقف، و"ابن الجوزي" ٥/ ٣٩، و"القرطبي" ١٠/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>