للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإجلاب، ومعنى الآية على قول الفراء وأبي عبيدة: (صِح عليهم بخيلك ورجلك) (١)، وأخْبِثهم (٢) عليهم بالإغواء، وعلى قول أبي إسحاق، معناه. ما ذُكِر؛ أي اجمع عليهم كل ما تقدر عليه من مكائدك (٣)، وتكون الباء في: {بِخَيْلِكَ} زائدة في هذا القول، وعلى قول ابن السكيت، معنى الآية: أعن عليهم بخيلك ورجلك؛ أي أعن نفسك عليهم بخيلك، ومفعول الإجلاب على هذا القول محذوف؛ كأنه يستعين على إغوائهم بخيله ورجله، وهذا معنى قول مقاتل في هذه الآية (٤).

واختلفوا في تفسير الخيل والرجل، فروى أبو الضحى عن ابن عباس قال: كل راكب أو راجل في معصية الله فهو من خيل إبليس وجنوده (٥)، ونحو هذا القول روى مجاهد عنه، والوالبي وعطاء (٦)، وروى ليث عن مجاهد قال: خيله: من استخف منهم معه على الخيل في المعاصي، ورجله: من استخف منهم معه على رجليه في المعاصي (٧).

وقال الفراء: يعني خيل المشركين ورجالهم (٨)، ويدخل في هذا كل


(١) تكررت العبارة ما بين القوسين في (أ)، (د)، انظر: "تفسير البغوي" ٥/ ١٠٥.
(٢) يقال: أخبث فهو مُخبث؛ إذا صار ذا خُبثٍ وشرّ. "تهذيب اللغة" (خبث) ١/ ٩٧٣.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٥٠، بنصه.
(٤) "تفسير مقاتل" ١/ ٢١٧ أ، بنحوه.
(٥) أخرجه "الطبري" ١٥/ ١١٨، بنحوه من طريق ابن أبي طلحة (صحيحة)، وورد بنحوه في "معانى القرآن" للنحاس ١٤/ ٧٣، و"تفسير الجصاص" ٣/ ٢٥٠, و"الثعلبي" ٧/ ١١٣ ب، و"الطوسي" ٦/ ٤٩٩.
(٦) لم أقف عليه.
(٧) أخرجه "الطبرى" ٨/ ١٠٨، بخحوه.
(٨) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٢٧، بنصه.

<<  <  ج: ص:  >  >>