للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرسل؛ لأنه من أجلهم سَنَّها، فأضافها إليهم، هذا كلامول، وهو على ما قال، فإن التعذيب يقع بالأمم لا بالرسل، ولكن أضيف إلى الرسل لما كان بسببهم ومن أجلهم، وتحقيق هذا أن يقال: إنه حذف المضاف، على معنى: سنة أمم من قد أرسلنا، فحذف المضاف، وحَسّن حذف المضاف هاهنا ما ذكره صاحب النظم، وهو: أن هذه السنة كانت لأجلهم، يدل على صحة ما ذكرنا قول ابن عباس والمفسرين في هذه الآية.

قال ابن عباس: يريد هذه سنتي فيمن كذب أوليائي، وتَقوَّل عليّ الباطل.

وقال سفيان بن عيينة: يقول: لم نرسل قبلك رسولاً فأخرجه قومه إلا أُهلكوا (١).

وقال أبو إسحاق: يقول: إنا سننا هذه السُّنّة فيمن أرسلنا قبلك إليهم أنهم إذا أخرجوا نبيهم من بين أظهرهم وقتلوه (٢)، لم يلبثهم العذاب أن ينزل بهم (٣)، والسُّنّة لله -عز وجل- في الأمم، ولما كان المراد بالسُّنّة هاهنا التعذيب أضيف مرة إلى المفعول على حذف المضاف -كما بينا-، ومرة إلى الفاعل في قوله: {وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا}، قال ابن عباس: يريد لا خُلف لسُنّتي ولا لقضائي ولا لموعدي (٤).

وقال أهل المعاني: أي ما أجرى الله به العادة لم يتهيأ (٥) لأحد أن


(١) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ٢/ ٥٣٠، بنصه.
(٢) في (ش): (قتلوهم)، وفي (ع): (قتلوا).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٥٥, بنصه.
(٤) ورد في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ٢/ ٥٣٠, بنصه.
(٥) في (أ)، (د): (ننهنا).

<<  <  ج: ص:  >  >>