للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسلم (١) وانتصب نافلة بوقوع التهجد عليه؛ لأن معى التهجد: صل بالليل نافلة، أي صلاة نافلة.

وقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ} قال ابن عباس: عسى من الله واجب (٢)، وكذلك قال المفسرون كلهم في عسى من الله (٣).

قال أهل المعاني: وإنما كان كذلك لأن معنى عسى في اللغة: التقريب والإطماع، ومَنْ أطمع إنسانًا في شيء ثم حَرَمَه كان غارًّا، والله أكرم من أن يُطمع أحدًا في شيء ثم لا يعطيه ذلك (٤).

قوله تعالى: {مَقَامًا مَحْمُودًا} أجمع المفسرون على أنه مقام الشفاعة (٥)؛ كما قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في هذه الآية: "هو المقام الذي أشفع فيه


(١) "الغريب" لابن قتيبة ١/ ٢٦١ قال: تطوعًا، وأخرجه "عبد الرزاق" ٢/ ٣٨٦، و"الطبري" ٨/ ١٣٠، عن قتادة، قال: تطوعًا وفضيلة لك، وورد عن قتادة -كروابة الطبري- في "تفسير الجصاص" ٣/ ٢٠٧، و"الثعلبي" ٧/ ١١٧ أ، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٥٦ وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم ومحمد بن نصر عن قتادة.
(٢) ورد في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٨٥، بنحوه من طريق ابن أبي طلحة (صحيحة)، انظر: "تنوير المقباس" ص ٣٠٤، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٤٣٨ بنصه، وعزاه إلى ابن المنذر والبيهقي في سننه.
(٣) ورد في "تفسير مقاتل" ١/ ٢١٨ ب، و"الطبري" ١٤٣/ ١٥، و"هود الهواري" ٢/ ٤٣٧، و"الطوسي" ٦/ ٥١٢.
(٤) ورد نحوه في "تفسير الطبري" ١٥/ ١٤٣، و"الثعلبي" ٧/ ١١٧ أ، انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢١/ ٣١، و"الخازن" ٣/ ١٧٥.
(٥) انظر: "تفسير مجاهد" ١/ ٣٦٩، و"تفسير مقاتل" ١/ ٢١٨ ب، و"عبد الرزاق" ٢/ ٣٨٦، و"الطبري" ٨/ ١٣١ - ١٣٢، و"هود الهواري" ٢/ ٤٣٧، و"الثعلبي" ٧/ ١١٧ أ، و"الماوردي" ٣/ ٢٦٥، و"الطوسي" ٦/ ٥١٢، وأورده السيوطي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>