للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحياة النفوس (١) فيما تصير إليه من الخير عند الله -عز وجل- (٢).

وقال آخرون: هو روح الحيوان (٣)، وهو الأظهر في الكلام الذي يسبق إلى الأفهام (٤)، ونذكر هاهنا الكلام في الروح واشتقاقه ومعناه وبالله التوفيق، الروح الذي يحيا به البدن يُذَكّر وُيؤَنث، وأكثر الناس على أن اشتقاقه من الريح، والريح في الأصل روح، والعرب تسمي النفخ والنفس الذي يخرج من الإنسان روحًا.

قال ذو الرُمَة:

فقلتُ له ارفعها إليك وأحْيِها ... برُوحك واجعله لها قِيتَةً قدْرا (٥)


(١) في (د): (النفس).
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٥٨، بنصه تقريبًا.
(٣) ورد في "تفسير الجصاص" ٣/ ٢٠٧، بلفظه، و"الثعلبي" ٧/ ١٢٠، بمعناه، و"الماوردي" ٣/ ٢٧٠، بلفظه، و"الطوسي" ٦/ ٥١٥، بلفظه.
(٤) وهذا هو القول المشهور والصحيح، وعليه أكثر المفسرين، ذكره البيهقي في "الأسماء والصفات" ص ٤٥٩، والسمعاني في "تفسيره" ٣/ ٢٧٤، وقال أبو حيان ٦/ ٧٥ هو قول الجمهور، وقد ذهب إليه: "الجصاص" ٣/ ٢٠٧، والطوسي ٥/ ٥١٥، والسمعاني ٣/ ٢٧٤، و"البغوي" ٥/ ١٢٦، و"الخازن" ٣/ ١٧٩، وابن حجر في "الفتح" ٨/ ٢٥٥ وقال: وجنح ابن القيم -في كتاب "الروح" ٢/ ٥٢٤ - إلى ترجيح أن المراد بالروح المسؤول عنها في الآية ما وقع في قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: ٣٨] قال: وأما أرواح بني آدم فلم يقع تسميتها في القرآن إلا نفسًا. ثم قال: ولا دلالة في ذلك لما رجحه، بل الراجح الأول، وأيده بما رواه "الطبري" ١٥/ ١٥٦، عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق العوفي في هذه أنهم سألوه عن الروح: وكيف يعذب الروح الذي في الجسد، وإنما الروح من الله؟ فنزلت الآية.
(٥) "ديوانه" ٣/ ١٤٢٩ برواية: (واقْتَتْهُ) بدل: (واجعله)، وورد في "تهذيب اللغة" (راح) ٢/ ١٣١٣ و"الأسماء والصفات" ص ٤٦١، و"الأساس" ١/ ٤٣٧٨, =

<<  <  ج: ص:  >  >>