للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا} وذلك أنهم سألوه أن يُجري لهم نهرًا كأنهار الشام والعراق، وقرئ {تَفْجُرَ} بالتخفيف (١)، يقال: فَجَرْتُ الماءَ فَجْرًا وفَجَّرتُه تفجيرًا وتَفْجرةً، (فمن ثَقَّل (٢) أراد كثرة الانفجار من الينبوع، وهو وإن كان واحد فَلِتَكَرُّر الانفجار فيه يحسن أن يثقل، كما تقول: ضُرِّب زيد، إذا كثر الضرب فيه، فيُكَثُّر فِعْلُه وإن كان الفاعل واحدًا، ومن خفف فلأن الينبوع واحد، ودليل التشديد من التنزيل قوله: {وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا} [الكهف: ٣٣]، ودليل التخفيف قوله: {فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} [البقرة: ٦٠] والانفجار مطاوع الفجر) (٣).

ومضى الكلام في الفجر والانفجار في سورة البقرة (٤).

وقوله تعالى: {يَنْبُوعًا} يعني عينًا يَنْبَع الماء منه، وهو مفعول من نَبَع


= أخرجه "الطبري" ١٥/ ١٥٩ من طريق عكرمة عن ابن عباس، وورد في "تفسير هود الهواري" ٢/ ٤٤٢، و"الثعلبي" ٧/ ١٢٠ ب، وأورده المصنف -بلا سند- في "أسباب النزول" ص ٣٠٠، و"تفسير البغوي" ٥/ ١٢٨، و"ابن الجوزي" ٥/ ٨٥، و"الفخر الرازي" ٢١/ ٥٦، و"القرطبي" ١٠/ ٣٢٨، و"ابن كثير" ٣/ ٧٠، أورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٣٦٧ وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. والحديث في إسناده رجل مجهول، فقد رواه ابن إسحاق عن شيخ من أهل مصر قدم منذ أربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس - كما في رواية الطبري.
(١) أي بفتح التاء وتسكين الفاء وضم الجيم مع التخفيف، قرأ بها: عاصم وحمزة والكسائي، انظر: "السبعة" ص ٣٨٥، و"علل القراءات" ١/ ٣٢٨، و"الحجة للقراء" ٨/ ١١٥، و"المبسوط في القراءات" ٢٣٠، و"النشر" ٢/ ٣٠٨.
(٢) أي بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم، وقرأ بها: ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبن عامر. انظر المصادر السابقة.
(٣) ورد في "الحجة للقراء" ٥/ ١١٩ , بتصرف.
(٤) آية [٦٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>