للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأشرق، هذا كلامه (١)، وحصل من هذا أن معنى الفَرْق تفصيل يتضمن التبيين، والتفريق لا يتضمن التبيين، ولهذا فسروا هاهنا وفي قوله: {فِيهَا يُفْرَقُ} [الدخان: ٤] بالتبيين.

ومما يرجح التخفيف ما روى ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال: فرقتُ أفْرُقُ بين الكلام، وفَرَّقتُ بين الأجسام (٢)، ويدل على هذا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "البَيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا" (٣)، ولم يقل: يفترقا، والتفرق مطاوع التفريق، والافتراق مطاوع الفرق، ومعنى: {عَلَى مُكْثٍ} على تؤدة وتَرَسُّل، قاله مجاهد (٤).

قال الفراء: يقال: مَكُثَ ومَكَثَ ومَكِثَ، ويقال في الفعل: مَكُث


(١) لم أقف عليه.
(٢) ورد في "تهذيب اللغة" (فرق) ٣/ ٢٧٧٨ بنصه.
(٣) أخرجه بلفظه: أحمد ٢/ ٩، عن ابن عمر، والبخاري (٢٠٧٩) كتاب: البيوع، باب: إذا بيَّن البيّعان عن حكيم بن حزام، والدارمي: البيوع، في البيعان بالخيار ٢/ ٣٢٥، عن حكيم، والطبراني في "الكبير" ٣/ ١٩٩، عن حكيم، والحاكم: البيوع، البيعان بالخيار ٢/ ١٦، عن سمرة بن جندب، والبيهقي: البيوع، المتبايعان بالخيار ٥/ ٢٦٩، عن ابن عمر.
(٤) "تفسير مجاهد" ١/ ٣٧١ بمعناه؛ قال: على ترتيل، وأخرجه "عبد الرزاق" ٢/ ٣٩١, بلفظه، و"الطبري" ١٥/ ١٧٩ بلفظه وبمعناه، وورد بلفظه في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٢٠٥ و"تفسير هود الهواري" ٢/ ٤٤٦، و"الماوردي" ٣/ ٢٧٩، و"الطوسي" ٦/ ٥٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>