للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سادسهم كلبهم. وقال المسلمون: كانوا سبعة وثامنهم كلبهم)، هذا حكاية ما ذكره المفسرون (١).

ونظم الآية يوجب أن يكون هذا التنازع بعد نزول الآية؛ لأن الله تعالى قال: {سَيَقُولُونَ}، وهذه السين للتأخير، فالآية تكون نازلة قبل هذا التنازع، أخبر الله فيها أنه سيقع نزاع في عددهم، ثم وقع ذلك على ما في الآية، يدل على هذا أن السورة مكية ووفد نجران إنما أتوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة.

واختلف النحويون في نظم هذه الآية وسقوط الواو من قولهم: رابعهم وسادسهم، ودخولها في ثامنهم، بعد اجتماعهم على أن قوله: {ثَلَاثَةٌ} مرفوع بالابتداء محذوف على تقدير: هم ثلاثة (٢).

فقال صاحب النظم: ({رَابِعُهُمْ} ابتداء و {كَلْبُهُمْ} خبره، وهو جملة في موضع الحال لقوله: {ثلاثةٌ} (٣). وتأويله: سيقولون ثلاثة بهذه


= وإنما ولد الإله -تعالى الله عما يقولون- انظر: "الملل والنحل" ص ٢٢٥، و"الفصل في الملل والأهواء والنحل" ١/ ٤٩.
(١) "الكشف والبيان" ٣/ ٣٨٩ ب، و"بحر العلوم" ٢/ ٢٩٥، و"معالم التنزيل" ٥/ ١٦١، و"الكشاف" ٢/ ٣٨٥، و"زاد المسير" ٥/ ١٢٤، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٣٨٢.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٧٧، و"إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ٢٧١.
(٣) ذكر نحوه بلا نسبة "البحر المحيط" ٦/ ١١٤، و"الدر المصون" ٧/ ٤٦٦، و"روح المعاني" ١٥/ ٢٤٠.
وقال العكبري في "إملاء ما من به الرحمن" ص ٣٩٦: رابعهم مبتدأ وكلبهم خبره، ولا يعمل اسم الفاعل هنا لأنه ماض والجملة صفة لثلاثة وليس حالاً، إذ لا عامل لها؛ لأن التقدير: هم ثلاثة، وهم لا يعمل ولا يصح أن يقدر هؤلاء لأنها إشارة إلى حاضر ولم يشيروا إلى الحاضر.

<<  <  ج: ص:  >  >>