للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في آخر الكلام [فيها واو العطف، وهو قوله: {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}، فكما ظهرت الواو في آخر الكلام] (١) فكذلك هي -والله أعلم- مرادة في أوله؛ لتتجنَّس الجمل في أحوالها والمراد بها، فكأنه قيل: سيقولون: ثلاثة ورابعهم كلبهم، ويقولون: خمسة وسادسهم كلبهم رجمًا بالغيب، ويقولون: سبعة وثامنهم كلبهم، إلا أن الواو حذفت من الجملتين المتقدمتين؛ لأن الذي فيهما من الضمير يعقدهما بما قبلهما لا عقد الحال ولا عقد الوصف لما ذكرنا، ولكن عقد الإتباع، لا سيما وقد ظهرت الواو في الجملة الثالثة، فدل ذلك على أنها مرادة في الجملتين المتقدمتين)، انتهى كلامه (٢).

ونحو هذا قال أبو علي في هذه الآية فقال: (قوله: {رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} و {سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ}، جملتان استغني عن حرف العطف فيهما بما تضمنتا من ذكر الجملة الأولى، وهي قوله: {ثلاثةٌ}، والتقدير: هم ثلاثة) (٣). وهذا الذي ذكره أبو علي وأبو الفتح في وجه نظم هذه الآية معنى قول أبي إسحاق: (دخول الواو في {وَثَامِنُهُمْ} وإخراجها من الأول واحد) (٤). وعلى ما قالوا قوله: {رَابِعُهُمْ} عطف على خبر الابتداء الذي هو ثلاثة، كما تقول: هو حلو وحامض. و {كَلْبُهُمْ} مرفوع على أنه نعت لقوله: {رَابِعُهُمْ}.


(١) ما بين المعاقوفين مكرر في نسخة (س).
(٢) "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٦٤٤.
(٣) "الحجة للقراء السبعة" ١/ ٢٨.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>