للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد حصل في قوله: {سِنِينَ} خمسة أوجه من الإعراب: الظرف، وعطف البيان، والبدل، والتفسير، والنصت. هذا الذي ذكرنا وجه قراءة العامة وهو تنوين (مِائَةٍ)، وقراءة حمزة، والكسائي: "ثلاثمائةِ سنين" مضافة غير منونة (١)، وهذه قراءة غير جيدة (٢).

قال أبو الحسن: (لا يحسن إضافة المائة إلى السنين، لا تكاد العرب تقول: مائة سنين) (٣).

وقال صاحب النظم: (من أضاف وأظهر العدد اعتسف) (٤). إلا أن أبا الحسن قال: (هو جائز، وقد يقوله بعض العرب) (٥).


(١) قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر: (ثلاث مائةٍ سنين) منونًا. وقرأ حمزة، والكسائي: (ثلاث مائةِ سنين) مضافًا غير منون. انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٣٩٠)، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٣٦، و"المبسوط" (٢٣٤)، و"التبصرة" (٢٤٨)، و"الكشف عن وجوه القراءات" ٢/ ٥٨، و"النشر" ٢/ ٣١٠.
(٢) قول المؤلف -غفر الله له- هذه قراءة غير جيدة. غير جيد؛ لأنها قراءة سبعية صحيحة ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يجوز الطعن فيها.
قال ابن عطية في "تفسيره" ٩/ ٢٨٥: وهي قراءتنا معشر المغاربة ولا يقوم فيها مخالفة قانون النحاة المشار إليه بقول الخلاصة: ومائة والألف للفرد أضف. لأن القرآن برواية أهل السبع عن رسول -صلى الله عليه وسلم- حجة على النحاة لا العكس، لا سيما وأبو علي الفارسي يرى أن قاعدة إضافة المائة إلى الفرد، أغلبية لا كلية مطردة، وبهذا يرد على من أنكر هذه القراءة.
وقال أبو حيان في "البحر المحيط" ٦/ ١١٧: وقرأ حمزة والكسائي مائة بغير تنوين مضافًا إلى سنين أوقع الجمع موقع المفرد، وأنحى أبو حاتم على هذه القراءة ولا يجوز له ذلك.
(٣) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٣٧، و"مجمع البيان" ٣/ ٧١٦.
(٤) ذكر نحوه الفارسي في "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٣٧ بلا نسبة.
(٥) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>