للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأخرى ندما) (١).

وقال أبو عبيدة، والزجاج، والمفضل، وابن قتيبة: (يقال: فلان يقلب كفيه على ما فاته، وتقليب الكفين يفعله النادم كثيرًا، والعرب تقول للرجل إذا ندم على الشيء وجعل يفكر فيه: يقلب يديه وكفيه؛ لأن ذلك يكثر من فعله. فصار تقليب الكف عبارة عن الندم كعض اليد) (٢). قال الشاعر (٣):

كمغبون يعض على يديه ... يُقلب كفَّه بعد السباع

وقوله تعالى: {عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا} يقال: أنفقت في هذه الدار، وفي هذا الثوب كذا وكذا، وأنفقت عليها أيضًا، فيجوز أن يكون هاهنا بمعنى: على، كقوله: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: ٧١].

وقوله تعالى: {وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} ومضى الكلام في هذا مستقصى في سورة البقرة (٤). والعروش في هذه الآية تعم سقوف الأبنية، وما عُرِش للكروم. يريد: أنها ساقطة على سقوفها خالية من عريشها (٥). وقوله تعالى: {وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا} تمنى منه حين لا ينفعه التمني. أخبر الله تعالى أنه سلبه ما أنعم عليه في الدنيا، فندم حين لم ينفعه الندامة، وتمنى أنه كان موحدًا غير مشرك.


(١) "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٠، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٩٣، ونسباه لقتادة.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٢٨٩/ ٣، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ١/ ٢٦٨، "تفسير المشكل من غريب القرآن" ص ١٤٤.
(٣) لم أهتد إلى قائله.
(٤) عند قوله سبحانه في سورة البقرة: ٢٥٩: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} الآية.
(٥) "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٣، "المحرر الوجيز" ٩/ ٣١٦، "الكشاف" ٢/ ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>