للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: في حال مجازاة الله الكافر والمؤمن الولاية لله، على معنى: هنالك يتبين ذلك على ما ذكر. وقال ابن قتيبة: (يريد يومئذ يتولون الله ويؤمنون به، ويتبرؤون مما كانوا يعبدون) (١). وهذا أظهر من قول الزجاج. وذهب غيرهما في معنى الولاية في هذه الآية: إلى تولي الأمر، لا إلى معنى الموالاة، فقال: (معنى الآية: في ذلك الموطن الذي هو موطن الجزاء لا يتمكن أحد من نصرة أحد، بل الله تعالى يتولى ذلك، فينصر المؤمنين ويخذل الكافرين، لا يملك ذلك أحد من العباد، فالولاية يومئذ تخلص له كما قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: ٤] (٢).

وقوله تعالى: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا} يقول: هو أفضل ثوابًا يقول: هو أفضل ثوابًا ممن يرجى ثوابه. قال أهل المعاني: (قوله: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا} مع أنه لا يثبت إلا هو، على تقدير: لو كان يثبت غيره لكان هو خير ثوابًا) (٣).

وقيل: (هذا على ادعاء الجهال والكفار أنه قد يثبت غير الله) (٤). {وَخَيْرٌ عُقْبًا} وعُقُبَا (٥). وهما لغتان في العاقبة يقال: عُقْب، وعُقُب، وعَاقِبَة وعُقْبى، والعقب لا يكون لله تعالى كما يكون الثواب له. ولا يجوز


(١) "تفسير غريب القرآن" ١/ ٢٦٨.
(٢) "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٣، "النكت والعيون" ٣/ ٣٠٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٤١١، "التفسير الكبير" ٢١/ ١٢٩.
(٣) "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٣، "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٤١١.
(٤) "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٤١١.
(٥) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، والكسائي: (عُقُبا) مضمومة القاف. وقرأ عاصم، وحمزة: (عُقْبا) ساكنة القاف. انظر: "السبعة" ص ٣٩٢، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٥٠، "التبصرة" ص ٢٤٩، "العنوان" ص ١٢٣، "حجة القراءات" ص ٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>