للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ} [الانشقاق: ١٦] إن شاء الله.

وقوله تعالى: {مِمَّا فِيهِ} أي: من الأعمال السيئة.

{وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا} لوقوعهم في الهلكة يدعون بالويل على أنفسم: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً} أي: لا تاركًا صغيرة، فقوله: {لَا يُغَادِرُ} في موضع الحال، قال ابن عباس في رواية عكرمة: (الصغيرة التبسم، والكبيرة الضحك) (١).

ونحو هذا روى عنه الذبال بن عمرو الأوزاعي فيما كان يعظ به المنصور (٢) (٣). ونحو هذا روي عن الحسن عن ابن عباس، وهو قول ابن أبي ليلى (٤)، والكلبي (٥). وقال في رواية عطاء: {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً} يريد:


(١) "معالم التنزيل" ٥/ ١٧٧، "الكشاف" ٢/ ٣٩٣، "القرطبي" ١٠/ ٤١٩، "الدر المنثور" ٤/ ٤١١.
(٢) عبد الله بن محمد بن علي بن العباس، أبو جعفر المنصور، ثاني خلفاء بني العباس، وأول من عني بالعلوم من ملوك العرب، وكان عارفًا بالفقه والأدب محبًا للعلم والعلماء، ولي الخلافة بعد وفاه أخيه السفاح سنة ١٣٦ هـ، وعرف بالشجاعة والحزم، توفي ببئر ميمون من أرض الحجاز محرمًا بالحج، ودفن في الحجون بمكة سنة ١٥٨ هـ، ودامت خلافته ٢٢ عامًا. انظر: "تاريخ بغداد" ١٠/ ٥٣، "الجرح والتعديل" ٥/ ١٥٩، "تاريخ الطبري" ٩/ ٢٩٢، "الأعلام" ٤/ ١١٧.
(٣) "جامع البيان" ١٥/ ٢٥٨.
(٤) عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، تابعي ثقة، قرأ القرآن على أبيه، وقرأ عليه أخوه محمد بن عبد الرحمن، وأبوهما ممن قرأ على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وله رواية قليلة في "السنن". انظر: "التاريخ الكبير" ٦/ ٣٩٠، "الكاشف" ٢/ ٣٦٨، "غاية النهاية" ١/ ٦٠٩ , "تهذيب التهذيب" ٨/ ٢١٩، "معرفة القراء الكبار" ١/ ٦٦.
(٥) "المحرر الوجيز" ٩/ ٣٢٦، "النكت والعيون" ٣/ ٣١٢، "القرطبي" ١٠/ ٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>