للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختلف القراء في قوله: (مِن لَّدُنِّي) فقراءة العامة: بتشديد النون، وقرأ أهل المدينة: بتخفيفها (١).

قال أبو إسحاق: (الأجود تشديد النون؛ لأن أصل نون لَدُنْ الإسكان، فإذا أضفتها إلى نفسك زدت نونًا ليِعْلَمَ سكون النون الأولى، تقول: من لدنْ زيدٍ، فتسكن النون ثم تضيف إلى نفسك فتقول: من لَدُنِي، كما تقول: عن زيدٍ، ثم تقول: عَنِي) (٢).

وقال أبو علي: (من قال من لَدُنِّي زاد النون التي تزاد مع علامة المضمر المجرور والمنصوب، في نحو مِنِّي، وعَنِّي، وقَطْنِي، وضَرَبَني، فأدغم الأولى الساكنة في التي تزاد مع الضمير، فصار من لدنِّي، وهذا هو القياس والذي عليه الاستعمال. ومن خفف فإنه لم يلحق النون التي تلحق علامة الضمير في نحو: ضَرَبني، وقدني كما قال (٣):


(١) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: (من لدنِّي) بتشديد النون.
وقرأ نافع: (من لَدُنِي) بضم الدال مع تخفيف النون.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر: (من لدني) بشم الدال شيئًا من الضم، مع تخفيف النون.
انظر: "السبعة" ص ٣٩٧، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٦٠، "التبصرة" ص ٢٥٠، "حجة القراءات" ص ٤٢٤، "النشر" ٢/ ٣١٣.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠٣.
(٣) هذا صدر بيت لحميد بن مالك الأرقط. وعجزه:
ليس الإمام بالشحيح الملحد
قَدْني: حسبي. الخبيبان: عبد الله بن الزبير وابنه، وقيل: هما عبد الله وأخوه مصعب. انظر: "الكتاب" ٢/ ٣٧١، "الخزانة" ٥/ ٣٨٢، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٦١، "المحتسب" ٢/ ٢٢٣، "الكامل" ص ٨٤، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠٤، "مغني اللبيب" ١/ ١٧٠، "الإنصاف" ص ١٠٨، "لسان العرب" (خب) ٢/ ١٠٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>