للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحرووف لا تحذف إذا لم تكن مضاعفة، وليس هنا تضعيف، إلا أنه لما كان اسمًا وإن كان مشابهًا لحروف اللين استجيز الحذف فيه في حال الإضافة إلى المظهر، فألزم الرد في حال الإضافة إلى المضمر، ليكون ذلك دلالة علي أن الحذف لم يكن بقياس فيه، فكأنه جرى مجرى الأشياء التي تحذف في اللفظ للتخفيف، والمراد إثباتها، فإذا اتصل بالمضمر رد إلى أصله كقولهم: أعْطَيْتُكُمُوه ونحوه، كذلك قيل في هذا: من لدنه ولدنا). هذا كلام أبي علي (١).

وقال ابن كيسان: (لَدُن حرف يَخْفِض، وربما نُصِب بها، وقال: وحكى البصريون: أنها تنصب غدوة خاصة من بين الكلام) (٢). وأنشدوا (٣):

مازال مهري مزجر الكلب منهم ... لدن غدوةً حتى دنت لغروب

وأجاز الفراء في: غُدْوَة: الرفع، والنصب، والخفض (٤). قال ابن كيسان: (من خفض بها أجراها مجرى: مِنْ، وعَنْ، ومن رفع أجراها مجرة مذْ، ومن نصب جعلها وقتا، وجعل ما بعدها ترجمة عنها) (٥). وإن


(١) "الإغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني" ص ٩٦٩ - ٩٧١.
(٢) "تاج العروس" (لدن) ١٨/ ٥٠٦، "لسان العرب" (لدن) ٧/ ٤٠٢٢.
(٣) البيت لأبي سفيان بن حرب.
انظر: "الحيوان" ١/ ٣١٨، "الدرر" ٣/ ١٣٨، "جواهر الأدب" ص ١٢٨، "الروض الآنف" ٣/ ١٦٤، "المقاصد النحوية" ٣/ ٤٢٩، "تاج العروس" (لدن) ١٨/ ٥٠٦، "لسان العرب" (لدن) ٧/ ٤٠٢٢.
(٤) "سر صناعة الإعراب" ٢/ ٥٤٣، "لسان العرب" (لدن) ٧/ ٤٠٢٢.
(٥) "تاج العروس" (لدن) ١٨/ ٥٠٦، "لسان العرب" (لدن) ٧/ ٤٠٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>