للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القرية التي ذكرها في قوله: {حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ} [الكهف: ٧٧]، وقوله تعالى: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} روى أبو الدرداء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كان ذهبًا وفضة) (١). وهذا قول عكرمة وقتادة (٢).

وقال ابن عباس في رواية عطاء: (كان لوحًا من ذهب فيه مكتوب: عجبا لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبا لمن أيقن بالنار ثم يضحك، عجبا للمؤمن كيف يفرح، عجبا لمن يوقن بالرزق كيف يتعب، عجبا لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل، عجبا لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها، أنا الله لا إله إلا أنا محمد عبدي ورسولي. وفي الشق الآخر: أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، خلقت الخير والشر، فطوبي لمن خلقته للخير وأجريته على يديه، والويل لمن خلقته للشر وأجريته على يديه) (٣).


(١) أخرجه الترمذي في التفسير سورة الكهف ٥/ ٣١٣، وقال: هذا حديث غريب. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" كتاب: التفسير ٢/ ٣٦٩ وقال: حديث صحيح. وعلق عليه الذهبي بقوله: قلت: بل يزيد بن يوسف متروك. وقال الحافظ بن حجر في "الكافي الشاف" ص ١٠٤ حديث رقم (٣٢٤): وفيه يزيد بن يوسف الصنعاني وهو ضعيف. وأورده البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ١٩٥.
(٢) "جامع البيان" ١٦/ ٦، "معالم التنزيل" ٥/ ١٩٥، "المحرر الوجيز" ٩/ ٣٨٤، "النكت والعيون" ٣/ ٣٣٦، "زاد المسير" ٥/ ١٨١
وقال الطبري في "تفسيره" ١٦/ ٦: وأولى التأويلين في ذلك بالصواب القول الذي قاله عكرمة؛ لأن المعروف من كلام العرب أن الكنز اسم لما يكنز من مال، وأن كل ما كنز فقد وقع عليه اسم الكنز فإن التأويل موصوف إلى الأغلب من استعمال المخاطبين بالتنزيل ما لم يأت دليل يجب من أجله صرفه إلى غير ذلك لعلل.
وانظر: "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١١٠، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠٧.
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ٥، "معالم التنزيل" ٥/ ١٩٦، "النكت والعيون" ٣/ ٣٣٦، "زاد المسير" ٥/ ١٨١. =

<<  <  ج: ص:  >  >>