للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شيئًا كالجُعل لك عطية نخرجه إليك من أموالنا] (١)، وكل ما استخرج من ضَرِيبة وجزية وغلة فهو خَراج وخَرْج، ومنه الحديث: "الخَرَاخ بالضمان" (٢). يعني الغَلَّة، سمي خراجا وخَرْجا؛ لأن المؤدي يُخرجه، والآخذ يستخرجه.

وفصل قوم بين الخَرْج والخراج فقالوا: (الخرج المصدر لما يخرج من المال كالضرب والقطع، والخراج الاسم لما يخرج من الأرض ونحوه كالنبات والحصاد فالخرج والخراج بمنزلة الحصد والحصاد). وهذا معنى قول الفراء والزجاج (٣).

وقال ابن الأعرابي -ونحو هذا قال ثعلب-: الخرج أخص، والخراج أعم. يقال: أدَّى خرج رأسه، وأخذ الإمام خراج البلد) (٤).

وقد حكى أبو عبيدة: (العبد يؤدي إليك خرجه أي: غلته، والرعية تؤدي إلى الأمير الخرج) (٥). فحكى الخرجة في الضريبة التي على الأرضين فدل أن كلامهما بمعنى. وقال العجاج (٦):


(١) ما بين المعقوفين مكرر في (ص).
(٢) أخرجه الترمذي، كتاب: البيوع، باب: ما جاء فيمن يشتري العبد ويستعمله ثم يجد به عيبًا ٣/ ٥٨١ وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي، كتاب: البيوع، باب: الخراج بالضمان ٧/ ١٨٢، وابن ماجه كتاب: التجارات، باب: الخراج بالضمان ٢/ ٧٥٣، وأبو داود في كتاب: البيوع باب: فيمن اشترى عبدًا فاستعمله ثم وجد به عيبًا ٣/ ٧٧٧، والحاكم ٢/ ١٥ وصححه، ووافقه الذهبي.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣١٠، "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٥٩.
(٤) "البحر المحيط" ٦/ ١٦٤، "روح المعاني" ١٦/ ٣٩.
(٥) "تهذيب اللغة" (خرج) ١/ ١٠٠٣.
(٦) هذا عجز بيت العجاج، وصدره: =

<<  <  ج: ص:  >  >>