للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفسير ابن عباس (١).

وعلى قول الفراء (٢) يقول: ادعوا من اتخذتم إلها من دونه.

وعلى (٣) قول القرظي ومجاهد، يقول: ادعوا من يشهد لكم دون الله، فإن الله تعالى لا يشهد (٤) لكم بالصدق، كما يشهد لمحمد، فاطلبوا غيره شهداء إن كنتم صادقين في أن هذا الكتاب يقوله محمد من نفسه، وأنه ليس من عند الله، وفي قولكم: لو أردنا لأتينا بمثله (٥).

وقال أبو علي الجرجاني (٦): نظم الآية: فأتوا بسورة من مثله من دون الله وادعوا شهداءكم، أي من مثل القرآن من غير الله، يريد أن محمدا يأتي بالقرآن من عند الله، فأتوا أنتم إن استطعتم بمثل القرآن من غير الله. قال. ومثل هذا قوله: {قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (٧) [هود: ١٣]، ونظمه: فأتوا بعشر سور مثله مفتريات من دون الله، وادعوا من استطعتم من الناس، معنى (ادعوا): استعينوا.


(١) وهو أن المراد بـ (شهدائكم) أنصاركم وأعوانكم الذين يظاهرونكم على تكذيبكم كما سبق: ٢/ ٢٤٧.
(٢) قول الفراء: (شهدائكم) آلهتكم سبق في ٢/ ٢٤٨، وانظر: "معاني القرآن" ١/ ١٩، "الدر المصون" ١/ ٢٠١.
(٣) الواو ساقطة من (أ) و (ج)، وانظر قول القرظي ومجاهد: ٢/ ٢٤٩.
(٤) في (ج): (لا شهد).
(٥) انظر: "تفسير الثعلبي"١/ ٥٧ أ، و"تفسير الطبري" ١/ ١٦٧، "الدر المصون" ١/ ٢٠١.
(٦) هو أبو علي الجرجاني صاحب "نظم القرآن"، وكتابه مفقود.
(٧) قوله: {وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ} ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>