للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا السد رحمة من ربي) (١). {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي} يعني: القيامة، في قول ابن عباس (٢).

وقال الكلبي: (يقول: أجل ربي أن يخرجوا منه) (٣).

{جَعَلَهُ دَكَّاءَ} أي: دَكَه دَكًا، ويجوز أن يكون المعنى: جعله ذا دك. ومن قرأ: في دكاء ممدودة (٤)، كان التقدير: جعله مثل دكَّاء، وهي: الناقة التي لا سنام لها (٥)، فحذف المضاف ولابد من تقدير الحذف؛ لأن السد مذكر ولا يوصف بدكاء؛ لأنه من وصف المؤنث. ومضى الكلام في هذا في سورة الأعراف (٦). {وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} يعني: بالثواب والعقاب في القيامة، في قول ابن عباس (٧).


(١) ورد بلا نسبة في "الكشاف" ٢/ ٤٠٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٦٣، و"البحر المحيط" ٦/ ١٦٥.
(٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٢٠٥ بدون نسبة، و"بحر العلوم" ٢/ ٣١٤، و"زاد المسير" ٥/ ١٩٥.
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ٢٧، "بحر العلوم" ٢/ ٣١٤، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٦٥.
(٤) قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: (دكًّا) منون غير مهموز ولا ممدود. وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم: (دكاء) ممدود مهموز بلا تنوين.
انظر: "السبعة" ص٤٠٢، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٨٢، "المبسوط في القراءات" ٢٤٠، "الكشف عن وجوه القراءات" ٢/ ٨١
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" (دك) ٢/ ١٢١٢، "القاموس المحيط" (دك) (٩٣٩)، "الصحاح" (دك) ٤/ ١٥٤٨، "المعجم الوسيط" (دكه) ١/ ٢٩١.
(٦) عند قوله سبحانه في سورة الأعراف الآية رقم (١٤٣): {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.
(٧) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: "النكت والعيون" ٣/ ٣٤٥، "معالم =

<<  <  ج: ص:  >  >>