للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنتهى، كما ليس له غاية وحد، فأوصاف ذاته غير محدودة أيضًا. وهذا رد على اليهود حين ادعوا أنهم أوتوا العلم الكثير، وكأنه قيل لهم: أي: شيء الذي أوتيتم في علم الله، فكلماته التي لا تنفذ ولا تتناهى، كما لو كتبت بماء البحار وأضعاف ذلك. وقال ابن عباس في تفسير {كَلِمَاتُ رَبِّي}: (يريد مواعظ الشكر (١) مني، أو مواعيد ربي وعلمه في خلقه) (٢).

وقوله تعالى: {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} أي: بمثل البحر في كثرة مائه مدادا زيادة له.

وأراد لو جئنا بمثله مدادًا له، والمدد: كل شيء زاد في شيء. يقال أمددناهم بمدد أي: بقوم يزيدون في عددهم. قال الزجاج: ({مَدَدًا} منصوب على التمييز، يقول: ملؤ هذا، ومثل هذا ذهبًا، أي: من الذهب) (٣). كقوله: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} [المائدة: ٩٥] قال ابن الأنباري: (ويجوز أن يكون {مَدَدًا} منصوب على المصدر لجئنا بتقدير: لمدد البحر بمثله مددا، كما تقول: جاء فلان ركضا. قال: ويجوز أن يكون نائبا عن الحال بتقدير: لو جئنا بمثله مادين) (٤).


= ولا تشبيه، وهو صفة ذاتية باعتبار أصله؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلمًا، وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته يتكلم متى شاء بما شاء. وقد تقدم التعليق مرارا على الأقوال التي يوردها الواحدي والمتعلقة بالأسماء والصفات.
وانظر: "شرح العقيدة الطحاوية" ١/ ١٧٢، "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى" للشيخ: محمد بن عثيمين ص ٣٣، "العقيدة الواسطية" ص ٤٣.
(١) في (ص): (الشك)، وهو تصحيف.
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٦٩.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣١٦.
(٤) ذكر نحوه بلا نسبة في "المحتسب" ٢/ ٣٥، "إملاء ما من به الرحمن" ص ٤٠٥، =

<<  <  ج: ص:  >  >>