للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى سيبويه عن بعض أصحاب الخليل عنه أنه (١) قال: الأصل في (لن) (٢)، (لا أن) ولكنها حذفت تخفيفا (٣).

وزعم سيبويه أن هذا ليس بجيد، ولو كان كذلك لم يجز (زيدا لن أضرب) لأن ما بعد (أن) لا يعمل فيما قبلها، لأن ذلك يؤدي إلى تقديم الصلة على الموصول (٤).

وللخليل أن ينفصل من هذا بأن يقول: الحروف إذا ركبت خرجت عما كانت عليه، ألا ترى أن (هل) أصلها الاستفهام، ولا يجوز أن يعمل ما بعدها فيما قبلها، لو قلت (٥): (زيدا هل ضربت) لم يجز، فإذا زِيدَ (٦) على (هل) (لا)، ودخلها (٧) معنى التحضيض، جاز أن يتقدم ما بعدها عليها، كقولك: (زيدا هلا ضربت) (٨) إلا أن قول الخليل ضعيف في الجملة من


(١) كذا قال الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ١٣٤، وفي "الكتاب" (أما الخليل فزعم أنها (لا أن (..)، ٣/ ٥، وانظر: "المسائل الحلبيات": ص ٤٥، "معاني الحروف" للرماني: ص ١٠٠، "تهذيب اللغة" (لن) ٤/ ٣٣٠٣.
(٢) في (ب): (أن).
(٣) حذفت الهمزة استخفافا، ثم حذفت الألف من (لا) لالتقاء الساكنين فصارت الكلمة على حرفين، "المسائل الحلبيات": ص ٤٥.
(٤) انظر رد سيبويه على الخليل في "الكتاب" ٣/ ٥، وانظر "معاني القرآن" الزجاج ١/ ١٣٤ - ١٣٥، "المسائل الحلبيات": ص ٤٥، "معاني الحروف" للرماني: ص١٠٠، والرأي المشهور فيها كما عند سيبويه وغيره أنها حرف بسيط ثنائي غير مركب، انظر: "البحر" ١/ ١٠٢، "الدر المصون" ١/ ٢٠٤.
(٥) (قلت) ساقطة من (ب).
(٦) (فإذا زيد) ساقط من (ب).
(٧) في (ب): (ولا دخلها).
(٨) ذكر هذا الدفاع عن قول الخليل الرماني في "معاني الحروف": ص ١٠٠، ونحوه قال أبو علي في "المسائل الحلبيات": ص ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>