وجمهور المفسرين على ذلك وهو ما رجحه ابن جرير الطبري رحمه الله في "تفسيره" ١٦/ ٧١، وابن كثير ٣/ ١٢١. وقال الشنقيطي في "أضواء البيان" ٤/ ٢٤٨: أظهر القولين عندي أن السري في الآية النهر الصغير، والدليل على ذلك أمران أحدهما: القرينة من القرآن فقدله: {فَكُلِي وَاشْرَبِي} قرينة على أن ذلك المأكول والمشروب هو ما تقدم الامتنان به. الأمر الثاني: حديث جاء بذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول فيه: "إن السرى الذي قال الله لمريم: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} نهر أخرجه الله لها لتشرب منه". فهذا الحديث المرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كانت طرقه لا يخلو شيء منها من ضعف؛ أقرب إلى الصواب من دعوى أن السري عيسى بغير دليل يجب الرجوع إليه. (٢) "جامع البيان" ١٦/ ٧٠، "النكت والعيون" ٣/ ٣٦٥، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٢٦، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٣١، "زاد المسير" ٥/ ٢٢٢. (٣) السَّرِي: الجدول وهو قول جميع أهل اللغة. انظر: "تهذيب اللغة" (سري) ٢/ ١٦٨٠،"لسان العرب" (سرا) ٤/ ٢٠٠٢، "المفردات في غريب القرآن" (سري) ص ٢٣١. (٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٢٥. (٥) البيت للبيد وقد ورد في معلقته. عُرْضَ: الناحية. ومَسْجُورَة: عين مملوءة. القُلام: نبت ينبت على الأنهار، قيل هو نوع من الحمض. انظر "ديوانه" ص ١٧٠، "شرح القصائد العشر" للتبريزي ص ١٧٦، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٢٥، "الدر المصون" ٧/ ٥٨٤.