للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحوه، وإذا قلت للواحدة: تَرَيْنَ كان اضافته على ضمير التأنيث وليست لام الفعل؛ لأن لام الفعل قد حذفت لالتقاء الساكنين كما ذكرنا، فإن خاطبت جماعة نساء قلت: كيف تَرَيْنَ؟ فالياء لام الفعل، وليست التي للضمير كما كانت] (١) في خطاب الواحدة ألا ترى أن قولك: أَنْتُنَّ تَذْهَبْنَ، تلي فيه الباء التي هي لام الفعل علامة الضمير للتأنيث وهي النون، فقياس المعتل في هذا قياس الصحيح، ولذلك لو قلت للواحدة: كيف تَرَيْنَك كانت النون علامة للرفع والياء علامة الضمير، ولو قلت لجماعة نساء: كيف تَرَيْنَكُنَّ، كانت النون علامة الضمير والياء لام الفعل، فإذا ألحق الجازم والناصب ترين، وتأتين حذفت النون للجزم والنصب، ولو لحق فعل الجميع لم تحذف النون كما لم تحذف في؛ لم تَضرِبنَ. ذكر هذا كله أبو علي الفارسي في "المسائل الحلبية" (٢).

قوله تعالى: {فَقُولِي} فيه اختصار؛ لأن المعنى: فإما ترين من البشر أحدًا فسألك عن ولدك فقدلي: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} قال ابن عباس: (صمتا) (٣). ومعنى الصوم في اللغة: الإمساك عن الأكل وعن الكلام (٤). والمعنى أوجبت على نفسي لله تعالى أن لا أتكلم.

وقال قتادة: (صامت من الكلام، والطعام، والشراب) (٥).


(١) من قوله: (فأرسل الله الماء فيه لمريم ..) إلى هنا ساقط من نسخة: (س).
(٢) "المسائل الحلبيات" لأبي علي الفارسي ٨٧.
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ٧٤، "بحر العلوم" ٢/ ٣٢٢، "النكت والعيون" ٣/ ٣٦٧، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٣١، "زاد المسير" ٥/ ٢٢٥، "الدر المنثور" ٤/ ٤٨٥.
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" (صام) ٢/ ١٩٦٤، "مقاييس اللغة" (صوم) ٣/ ٣٢٣، "القاموس المحيط" (صام) ص ١١٣١، "المفردات في غريب القرآن" (صوم) ٢٩١.
(٥) "تفسير القرآن" للصنعاني ٢/ ٨، "جامع البيان" ١٦/ ٧٤، "النكت والعيون" =

<<  <  ج: ص:  >  >>