للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسلاما، كما كانت على إبراهيم" (١).

وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (يرد الناس جميعا نار جهنم، وكان قسما من ربنا وحتما مقضيا تخلف فيها أهل الشرك وهم ظالمون، وأقام أهل الصلاة والإيمان فيها بقدر أعمالهم، ونادى المنادي فقال: إن الله يقول {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} فخرجوا واحترق بعضهم). وذكر حديثًا طويلا (٢). وهذا الذي ذكرنا مذهب أهل السنة واحتجوا من طريق اللفظ بأن قالوا: جرى ذكر الكافرين، ثم قال بعد: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فنظم الكلام أوجب أن هذا عام، والورود بمعنى الدخول قد أتى


(١) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ٣/ ٣٢٩، ورجاله ثقات غير أبي سمية قال عنه الحافظ: مقبول، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" كتاب: البعث، باب: ما جاء في الصراط والميزان والورود ١٠/ ٣٦٠ وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات، وابن حجر في "الكافي الشاف" ١٥٧، وأورده ابن كثير في "تفسيره" ٣/ ٤٧ وقال: غريب ولم يخرجوه. وكذلك القرطبي في جامعه ١١/ ١٣٦، والسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٥٠٥ ونسبة لابن أبي حاتم وابن مردويه، وعبد ابن حميد.
وقال الشنقيطي -رحمه الله- في "أضواء البيان" ٤/ ٣٥١ بعد ذكره لهذا الحديث: أبو سمية قد ذكره ابن حبان في الثقات، وبتوثيق أبي سمية المذكور تتضح صحة الحديث؛ لأن غيره من رجال الإسناد ثقات معروفون، مع أن حديث جابر المذكور يعتضد بظاهر القرى وبالآيات الأخرى التي استدل بها ابن عباس وآثار جاءت عن علماء السلف -رضي الله عنهم- كما ذكره ابن كثير عن خالد بن معدان، وعبد الله بن رواحة، وذكره ابن جرير عن أبي ميسرة، وذكره ابن كثير عن عبد الله بن المبارك عن الحسن البصري، كلهم يقولون: إنه ورود دخول.
(٢) لم أقف عليه وذكرت كتب التفسير نحوه مختصرًا. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ٨٣، "معالم التنزيل" ٣/ ٢٠٤ "بحر العلوم" ٢/ ٣٣٠، "المحرر الوجيز" ١١/ ٤٨، "الكشف والبيان" ٣/ ١١ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>