للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في ليلة شاتية مثلجة، وقد حاد عن الطريق فقدح موسى النار فلم تنور المقدحة شيئًا، فبينما هو في مزاولته ذلك أبصر نارًا من بعيد عن يسار الطريق، فذلك قوله: {إِذْ رَأَى نَارًا}) (١).

وقال عطاء عن ابن عباس: (كان موسى رجلاً غيورًا لا يصحب الرفقة لئلا ترى امرأته، فأخطأ الطريق في ليلة مظلمة فرأى نارًا من بعيد) (٢) {فَقَالَ لِأَهْلِهِ} يريد امرأته بنت شعيب {امْكُثُوا} أقيموا مكانكم، الخطاب لامرأته ولكنه خرج على ظاهر لفظ الأهل، فإن الأهل يقع على الجماعة كما يقال: أهل البيت (٣).

{إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} قال المبرد: (ويقول الذي يبصر الشيء من بعيد مما تسكن إليه نفسه: آنست كذا أي رأيته لي أنسًا، ويقال: أنس الطائر إذا


= على من يقول بذلك القول في رسالة جميعها في ذلك ضمن "جامع الرسائل" ١/ ٦٣، وقال فيها: وإن كان الثعلبي قد ذكر أنه شعيب النبي فقد قال ما ليس له به علم وما لم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة ولا عمن يحتج بقوله من علماء المسلمين، وخالف في ذلك ما ثبت عن ابن عباس والحسن البصري مع مخالفته أيضًا لأهل الكتاب فإنهم متفقون على أنه في هو شعيب النبي فإن في التوراة عند اليهود والإنجيل الذي عند النصارى أن اسمه: (يثرون) وليس لشعيب النبي عندهم ذكر في التوراة.
(١) "جامع البيان" ١٦/ ١٤٢، "زاد المسير" ٥/ ٢٧٢، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٧١، "الكشف والبيان" ٣/ ١٦ أ، "الدر المنثور" ٤/ ٥١٩.
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ١٧١، وذكره نحوه البغوي في "تفسيره" ٥/ ٢٦٥، بدون نسبة، وابن عطية في "تفسيره" ١٠/ ٧.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" (أهل) ١/ ٢٢٧، "الصحاح" (أهل) ٤/ ١٦٢٨، "القاموس المحيط" (أهل) ص ٩٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>