للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ربكم؟ واستشهد سيبويه (١) في الرفع بقول الشاعر:

ألا تسألانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ ... أَنَحْبٌ فَيُقْضَى أمْ ضَلالٌ وَبَاطِلُ (٢)

وبقولهم: (عَمَّاذَا تَسْأَل) على أنهما بمنزلة اسم واحد ولو لم يكن كذلك لقالوا: (عم ذا تسأل) (٣) وذكرنا هذه المسألة بأبلغ من هذا في الشرح، عند قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة:٢١٩].

وفي نصب قوله: {مَثَلًا} وجوه، أحدها: الحال (٤)، لأنه جاء بعد تمام الكلام كأنه قيل: ماذا أراد الله بهذا مبينا. والثاني: التمييز والتفسير للمبهم (٥)، وهو (هذا) كأنه قيل ماذا أراد الله بهذا من


(١) "الكتاب" ١/ ٤١٧.
(٢) البيت مطلع قصيدة للبيد بن ربيعة، يرثي بها النعمان بن المنذر.
النحب: النذر، يقول: ألا تسألان رجلًا مجتهداً في أمر الدنيا والسعي خلفها، كأنه أوجب على نفسه نذرا في ذلك، فهو يجري لقضاء ذلك النذر، أم هو ضلال وباطل من أمره. ورد البيت عند سيبوبه ٢/ ٤١٧، "معاني القرآن" للفراء١/ ١٣٩، (المعاني الكبير) ٣/ ١٢٠١، "جمل الزجاجي" ص ٣٤٩، "المخصص" ١٤/ ١٠٣، "مغني اللبيب" ١/ ٣٠٠، "شرح المفصل" ٣/ ١٤٩، ٤/ ٢٣، "الخزانة" ٢/ ٢٥٢، ٦/ ١٤٥، "الدر المصون" ١/ ٢٢٩ (ديوان لبيد) ص ٢٥٤، والشاهد (أنحب) حيث جاء مرفوعًا فدل على أن (ذا) في معني (الذي).
(٣) (عم ذا تسأل) بحذف ألف (ما) لأن (ما) إذا كانت استفهاما ودخل عليها حرف الجر حذفت ألفها، فلما ثبتت الألف دل على أنها مركبة مع (ذا)، انظر: "الكتاب" ٢/ ٤١٨، "شرح المفصل" ٣/ ١٥٠.
(٤) اختلف في صاحب الحال، فقيل: اسم الإشارة، وقيل لفظ الجلالة (الله)، انظر "تفسير الثعلبي" ١/ ٤١٨، "المشكل" لمكي ١/ ٢٣١، وبن عطية ١/ ٢١٣، "البيان" ١/ ٦٧، "البحر" ١/ ١٢٥، "الدر المصون" ١/ ٢٣١.
(٥) في (ب) (للمتهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>