للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَيْلَةً} [البقرة: ٥١]. واختلف القراء في: واعدنا ووعدنا (١) (٢).

وزعم أبو الحسن الأخفش أن: (واعدنا لغة في وعدنا) (٣). وإذا كان كذلك، فمن قرأ بالألف لم يدل اللفظ على أن الفعل من الاثنين، كما أن استحر واستقر ونحو ذلك من بناء استفعل، لا يدل على استدعاء الفعل، والقراءة بوعد أحسن؛ لأنّ واعد هاهنا بمعنى وعد، ويعلم من وعد أنه فعل واحد لا محالة، وليس واعد كذلك فالأخذ بالأبين أولى (٤). وهذا الذي ذكرنا زيادة في توجيه القراءتين لم نذكرها في سورة البقرة (٥). وهذا الوعد إنما كان لموسى، ولكن خوطبوا به؛ لأن الوعد كان لأجلهم (٦). والمعنى: واعدناكم إتيان جانب الطور فحذف المضاف، والمراد بالأيمن الجانب الذي على يمين موسى (٧)، وقد مر (٨).


(١) قوله: (ووعدنا) ساقط من نسخة (ص).
(٢) قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم: (وواعدناكم) بالنون. وقرا أبو عمرو البصري: (ووعدناكم) بغير ألف. وقرأ حمزة والكسائي: (وواعتكم) بالتاء.
انظر: "السبعة" ٤٢٢، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٤١، "حجة القراءات" ٤٦٠، "الغاية في القراءات" ٣٢٣، "المبسوط في القراءات" ٢٤٩.
(٣) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٤٢.
(٤) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٤٢.
(٥) عند قوله سبحانه في سورة البقرة الآية رقم (٥١): {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ}.
(٦) "الكشاف" ٢/ ٥٤٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٣٠، "البحر المحيط" ٦/ ٢٦٥، "التفسير الكبير" ٢٢/ ٩٥.
(٧) "القرطبي" ١١/ ٢٣٠، "البحر المحيط" ٦/ ٢٦٥، "التفسير الكبير" ٢٢/ ٩٦.
(٨) عند قوله سبحانه في سورة مريم الآية رقم (٥٢): {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>