للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: {فَيَحِلَّ} {وَمَنْ يَحْلِلْ} بالكسر والضم (١).

قال الفراء: (والكسر أحب إلي من الضم؛ لأن الضم من الحلول بمعنى الوقوع، ويحل: يجب، وجاء التفسير بالوجوب لا بالوقوع) (٢).

وقال الزجاج: ({فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ} معناه فيجب عليكم، ومن قرأ: بالضم، فمعناه التنزيل) (٣). هذا كلامه، ومعنى القراءتين قريب من السواء؛ لأن من قرأ بالكسر فمعناه: من حَل الشيء يَحِل حَلا وحَلال إذا حُلت عنه عقدة التحريم، وزال عنه الحظر والحجر والمنع، فمعنى يحل عليكم: ينزل بكم وينالكم بعدما كان ذا حظر وحجر ومنع عنكم، ومن فسر يحل يجب، فهو معنى وليس بتفسير، وذلك أنهم ما لم يطغوا كان العذاب ممنوعًا محظورًا عليهم، فإذا طغوا ارتفع ذلك الحظر فحل العذاب لهم، ومعنى غضب الله: عذابه إياهم (٤)، ويقوي هذه القراءة قوله: {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [هود: ٣٩]، أي: ينزل به بعد أن لم يكن، وقوله: {أم


(١) قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، وعاصم: (فيحِل .. ومن يحلِل) بالكسر في الحاء من (فيحِل) واللام الأولى من (يحلِل)، وقرأ الكسائي: (فيحُل عليكم) بضم الحاء، (ومن يحلُل عليه) بضم اللام.
انظر: "السبعة" ص ٤٤٢، "الحجة" ٥/ ٢٤٣، "التبصرة" ٢٦٠، "النشر" ٢/ ٣٢١.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٨٨.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٧٠.
(٤) الغضب صفة من صفات الله سبحانه، نثبتها له سبحانه كما أثبتها لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه، وتأويلها العذاب لا يصح؛ لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف، وليس عليه دليل.
انظر: "شرح العقيدة الطحاوية" ٢/ ٦٨٤، "العقيدة الواسطية" ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>