للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليصعد بموسى إلى السماء أبصره السامري من بين الناس، فقبض قبضة من أثر الفرس) (١). وعلى هذا معنى {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} أي: رأيت ما لم تروه. وقال الكلبي: (قال السامري: رأيت جبريل على الفرس، وحي الحياة بلقاء أنثى، خطوها مد البصر، فألقي في نفسي أن أقبض من أثرها، فما لقيته على شيء إلا صار له روح ولحم ودم، فحين رأيت قومك سألوك أن تجعل لهم إلهًا (٢)، حدثت لي نفسي بذلك {فَنَبَذْتُهَا}) (٣). وعلى هذا معنى: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} أي: علمت ما لم تعلم بنو إسرائيل من أخذ تراب حافر فرس جبريل. وقال الكلبي بإسناده عن ابن عباس: (لما أمر


= ساعدة من الأنصار، روى عن: عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن حزم، وروى عنه: إسماعيل بن أبي أويس، وخالد بن مخلد، ومعن بن عيسى، وثقة العلماء وأثنوا عليه، وروى له ابن ماجه وغيره، توفي -رحمه الله- سنة ١٦٠ هـ.
انظر: "الجرح والتعديل" ٧/ ١٠٦، "الثقات" ٩/ ١٥، "تهذيب التهذيب" ٨/ ٤٠٦، "الكاشف" ٢/ ٤٠٣، "تهذيب الكمال" ٢٤/ ٨٩.
(١) "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٣٩، "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٨١ وقال: غريب. "التفسير الكبير" ٢٢/ ١١٠، "روح المعاني" ١٦/ ٢٥٣.
(٢) ويشهد لهذا قوله سبحانه: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: ١٣٨].
(٣) ذكره الصنعاني مختصرًا في "تفسير القرآن" ٢/ ١٧، وذكره "القرطبي" ١١/ ٢٣٩ بدون نسبة، وأورد نحوه ابن كثير ٣/ ١٨٢. وقد ورد في حديث الفتون عن ابن عباس ما يخالف ذلك فقد قال: (اجتمع ما كان في الحفرة من متاع أو حلية أو نحاس أو حديد فصار عجلًا أجوف ليس فيه روح له خوار، ثم قال ابن عباس: والله ما كان له صوت قط إنما كانت الريح تدخل دبره فتخرج من فيه، وكان ذلك الصوت من ذلك).
انظر: "مجمع الزوائد" كتاب التفسير - سورة طه ٧/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>