للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على أن ابن الأنباري ذكر في هذا وجهين أحدهما: (أن السامري ألهم هذا القول، وأجبر عليه إذلالا له وتصغيرًا لشأنه. والثاني: (أن الفعل نسب إلى السامري وهو في المعنى لغيره. وتلخيصه: فاذهب فإن لك في الحياة أن يقال لك: لا مساس فنسب إليه قول غيره تحقيقًا للزوم الفعل وبقائه) (١)، هذا كلامه.

والصحيح ما ذكر في التفسير من وجه آخر: أنه جعل يهيم في البرية مع الوحوش والسباع لا يمس أحدًا ولا يمسه أحد، عاقبه الله بذلك) (٢). وكان إذا لقى أحدًا يقول: لا مساس أي: لا تقربني ولا تمسني، وصار ذلك عقوبة له ولولده حتى أن بقاياهم اليوم يقولون ذلك (٣). وذكر: (أنه إن مس واحدًا من غيرهم أحدًا منهم حمَّ كلاهما في الوقت) (٤).


= لا يماسني أحد ولا أماس أحدًا، المعنى: إني أجعلك يا سامري في المطرودين بحيث لو أردت أن تخبر غيرك عن حالك لم تقل إلا أنه لا مساس، وهذا الوجه أحسن وأقرب إلى نظم الكلام.
(١) ورد نحوه بلا نسبة في "زاد المسير" ٥/ ٣١٩، "البحر المحيط" ٦/ ٢٧٥، "روح المعاني" ١٦/ ٢٥٦.
(٢) "النكت والعيون" ٣/ ٤٢٣، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٢، "زاد المسير" ٥/ ٣١٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٤١.
(٣) "جامع البيان" ١٦/ ٢٠٦، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٤، "تفسير كتاب الله العزيز" ٣/ ٤٩. "زاد المسير" ٥/ ٣١٩.
قول المؤلف -رحمه الله-: (إن بقاياهم اليوم يقولون ذلك) قول يحتاج إلى دليل فليس في ظاهر الآية دليل على هذا القول. وقد قال سبحانه في سورة النجم: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
(٤) "الكشف والبيان" ٣/ ٢٤ أ، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٢، "الكشاف" ٢/ ٥٥١ "زاد المسير" ٥/ ٣١٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>