للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخذت الشيء عَنْوَة أي: غلبة بذل المأخوذ منه، ومن صريح التفسِر وعنت. قال: (والعاني الأسير، والعاني العبد) (١). وقال الفراء: (عَنَا يَعْنُوا عَنْوا إذا خضع، وقولهم: أخذت الشيء عَنْوة يكون غلبة، ويكون عن تسليم وطاعة ممن يؤخذ منه الشيء؛ لأنه على طاعة الذليل للعزيز) (٢). وأنشد أهل التفسير في {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} بمعنى: ذلت وخضعت، قول أمية (٣):

مَلِيكٌ عَلَى عَرْشِ السَّمَاء مُهَيْمِنٌ ... لِعِزَّته تَعْنُو الوجُوهُ وتَسْجُدُ

وفسر طلق بن حبيب (٤) عَنْو الوجوه في هذه الآية: (بالسجود) (٥). هذا الذي ذكرنا قول أكثر أهل التأويل. وقال الكلبي: (وعملت الوجوه. قال: ويقال نصبت) (٦).

واختاره الفراء فقال في تفسيره: (يقال: نصبت به، وعملت له) (٧). وعلى هذا عَنَت من العَنَا بمعنى التعب، والعَنَا: الحبس في شدة وذل، هذا أصل معناه، ثم قيل لكل تعب: عَنَا، يقال: لقيت من فلان عَنْيَة وعَنَاء أي: تَعَبا، وعَنَّيْتُه أُعَنِّيه تَعْنِية إذا أسرته فحبسته مضيقا عليه في الشدة، وكل حبس


(١) "مجاز القرآن" ٢/ ٣٠، "تهذيب اللغة" (عنا) ٣/ ٢٥٨٠.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٩٢.
(٣) البيت لأمية بن أبي الصلت. انظر: "الكشف والبيان" ٣/ ٢٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٤٨.
(٤) تقدمت ترجمته في سورة الإسراء.
(٥) "جامع البيان" ١٦/ ٢١٦، "الكشف والبيان" ٣/ ٢٥ أ، "النكت والعيون" ٣/ ٤٢٨، "معالم التنزيل" ٥/ ٢٩٦، "المحرر الوجيز" ١٠/ ٩٦، "الدر المنثور" ٤/ ٥٥٢.
(٦) "النكت والعيون" ٣/ ٤٢٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٤٨.
(٧) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>