للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفعل المتقدم للأسماء؛ لأن الفعل إذا تقدم الاسم فليس فيه ضمير، إنما هو فعل ابتدئ وصاحبه بالخيار من بعد في تفسيره بمن شاء وبما شاء، فلذلك خلا من الضمير، ووحد في الصورة. وإذا تقدمت الأسماء فالفعل معطوف عليها؛ لأنه (١) ليس لصاحب الكلام أن يزول بالفعل عن الأسماء التي أرصدها للفعل، فإذا كان معطوفا عليها وقد أضمرت الأسماء فيها وبضمنها (٢)، فلا بد حينئذ من إظهار العدد فقوله: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} فعل قد تقدمت الأسماء عليه، وهم الذين ذكرهم في قوله: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ}، وقد تكرر ذكرهم إلى أن قال (٣): {وَأَسَرُّوا} فجاء قول {وَأَسَرُّوا} معطوفا عليها، وصارت الأسماء مضمرة في هذا الفعل. هذا كلامه.

وما ذكرنا من الوجوه في إعراب {الَّذِينَ ظَلَمُوا} قول الفراء والزجاج (٤) والكسائي والمبرد.

وقوله تعالى: {هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} ترجمة سرهم، أي: تناجوا بهذا القول فيما بينهم يريدون: أن محمدا بشر آدمي مثلكم، لحم


= "النظم": قرأ علينا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب بلفظه قال: قرأت على أبي النضر محمد بن محمد بن يوسف بـ"طوس" قال: قرأت على أبي علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني". وتقدم أن الجرجاني يروي عنه أبو النضر -كما ذكر ذلك السهمي في "تاريخ جرجان". ويدل على ذلك أيضًا أن ابن الجوزي قال في "زاد المسير" ٩/ ١٦٥: وقال الحسين -هكذا في المطبوع وهو تصحيف- بن يحيى الجرجاني، ويقال له صاحب النظم.
(١) (لأنه): ساقطة من (ع).
(٢) (ويضمنها) مهملة في (ع).
(٣) في (أ): (قالوا)، وهو خطأ.
(٤) (والزجاج) ساقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>