للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سببًا يؤدي [إلى الإيمان من غير إرادة الله لهم ذلك لكان سببا] (١) إلى إيمان أولئك لا محالة، فلما بطل أن يكون سببا لإيمانهم، بطل أن يكون سببًا لإيمان هؤلاء.

وهذا احتجاج على القدرية (٢) ظاهر (٣)، وبيان أن مجيء الآيات لا ينفع مع القضاء السابق بالكفر، كما لم ينفع الأمم السالفة.

ويزيد لهذا تأكيدًا ما روى عطاء، عن ابن عباس في قوله: {أَهْلَكْنَاهَا} يريد: كان في (٤) علمي (٥) هلاكها (٦).


(١) ساقط من (أ)، (ت).
(٢) القدرية: هم الذين نفوا القدر، وقد حدثت بدعتهم في أواخر زمن الصحابة، وقيل: إن أول من ابتدعه رجل من أهل البصرة يقال له: سيسويه من أبناء المجوس، وتلقاه عنه معبد الجهني الذي قال: "لا قدر، والأمر أنف"، ولما ابتدع هؤلاء التكذيب بالقدر رده عليهم من بقي من الصحابة -رضي الله عنهم- كابن عمر وابن عباس وغيرهما. وقد تبنَّى المعتزلةُ القول بنفي القدر؛ ولذا سموا أيضًا بالقدرية، وجعلوه من أصول مذهبهم، وأدخلوه تحت ما يسمى عندهم بـ"العدل"، ومن قولهم في هذا: أن العبد هو خالق أفعاله خيرها وشرها بدون سبق قدر، وليس لله في أفعالهم صنع ولا تقدير، وأن الكفر والفسوق والعصيان أفعال قبيحة، والله منزه عن فعل القبيح وأن يضاف إليه شر وظلم وفعل هو كفر ومعصية، فلا تكون فعلا له ولا قدرها. انظر في تفصيل ذلك والردّ عليهم: "الفَرْق بين الفرق" للبغدادي ص ١١٤ - ١١٥، التبصير في الدين لأبي المظفر الاسفراييني ص ٣٧ - ٣٨، والملل والنحل للشهرستاني ١/ ٤٣، ٤٥، "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية ٧/ ٣٨٤ - ٣٨٥، ٨/ ٢٥٨ - ٢٦١، "شرح العقيدة الطحاوية" ص ٢٧٦ فما بعدها، "تاريخ الجهمية والمعتزلة" لجمال الدين القاسمي ص ٧١ - ٧٣.
(٣) ظاهر: ساقطة من (د)، (ع).
(٤) (في): ساقطة من (أ).
(٥) في (أ): (علي)، وهو خطأ.
(٦) ذكره القرطبي ١١/ ٢٧١ عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>