للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معنى غير، ولذلك ارتفع ما بعدها على لفظ الذي قبلها، وأنشد (١):

وكلُّ أخٍ مُفارقُه أخوه ... لَعَمْرُ أبيكَ إلا الفَرْقَدانِ

وقال: المعنى: وكل أخ غير الفرقدين مفارقه أخوه (٢).

وعلى هذا التقدير: آلهة غير الله، فغير الله صفة الآلهة على معني: آلهة هم غير الله كما يزعم المشركون (٣).

وقال الأخفش (٤) في هذه الآية: إلا وما بعدها بمنزلة غير، تقول: لو كان فيهما أحد إلا أنت لم أبل (٥) [أي غيرك، وكذلك لو أنه إلا أنت لم أبل


(١) البيت أنشده الزجاج في "معاني القرآن" ٣/ ٣٨٧٨ من غير نسبة. وهو منسوب لعمرو بن معدي كرب في: "الكتاب" ٢/ ٣٣٤، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ١٣١، "البيان التبيين" للجاحظ ١/ ٢٢٨، الطبري ٨/ ٥٢٧. وهو في ديوان عمرو ص ١٨٧، ونسبه الآمدي في "المؤتلف والمختلف" ص ٨٥ لحضرمي بن عامر الأسدي ضمن أبيات قالها. وهو من غير نسبة في: "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٩٦، "تهذيب اللغة" للأزهري ١٥/ ٤٢٤. قال الشنتمري في "تحصيل عين الذهب" ١/ ٣٧١: وهذا على مذهب الجاهلية، وكأنه قاله قبل الإسلام، ويحتمل أنه يريد في مدة الدنيا. اهـ. والفرقدان: نجمان قريبان من القطب يهتدي بهما. انظر الصحاح للجوهري ٢/ ٥١٩ "فرقد"، "القاموس المحيط" ١/ ٣٢٣.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٨٨. وهذا قول سيبويه والكسائي وغيرهما. انظر: "الكتاب" ٢/ ٣١٣ - ٣٣٢، "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٦٧.
(٣) وذهب الفراء إلى أن "إلا" هنا بمعنى سوى، وتقديره: لو كان فيهما آلهة سوى الله. انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٠٠، "إعراب القرآن" لابن الأنباري ٢/ ١٥٩.
(٤) في "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٩٥: ... وقد يكون {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} [يونس: ٩٩] رفعا، تجعل (إلا) وما بعده في موضع صفة بمنزلة: غير ... ومثلها {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} فقوله (إلا الله) صفة.
(٥) قال سيبويه في "الكتاب" ٤/ ٤٠٥: وسألته -يعني الخليل- عن قولهم: لم أبل، فقال: هي من باليت، ولكنهم لما أسكنوا اللام حذفوا الألف؛ لأنه لا يلتقي ساكنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>