(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٠١. (٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٩٠. (٤) جاء عن قتادة نحو هذا القول، فقد ذكر أبو حيان ٦/ ٣٩ عنه أنه قال: حفظ من البلى والتغير على طول الدهر. وقيل إن الحفظ هنا شامل لما تقدم، لدلالة الآيات المتقدمات. قال ابن عطية ١٠/ ١٤٤: والحفظ هاهنا عام في الحفظ من الشياطين. وقوى الرازي ٢٢/ ١٦٥ القول بأن المراد الحفظ من الوقوع والسقوط اللذين يجري مثلهما لسائر السقوف؛ لأن حمل الآيات عليه مما يزيد هذه النعمة عظما لأف سبحانه كالمتكفل بحفظه وسقوطه على المكلفين. ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} [الروم: ٢٥]، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} [فاطر: ٤١]، وقوله: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة: ٢٥٥]. ومما يقوي هذا القول ويعضده أن الآيات سبقت للدلالة على التوحيد فكان تجريد العناية لبيان نعمة الله على عباده بحفظ هذه السماء من السقوط أولى من بيان حفظها من الشياطين.