للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى هذا معنى الصحبة: الإجارة، وذلك أن من صحب إنسانًا أجاره مما يخاف، تقول العرب: إنَّ لك من فلان صاحبًا، أي: يجيرك (١) ويمنعك (٢).

[فلما كانت] (٣) الصحبة تقتضي الإجارة سميت الإجارة به. والعرب تقول: صحبك الله أي: حفظك الله وأجارك، ويقولون للمسافر: في صحبة الله وكلاءته (٤).

وهذا وجه صحيح، وهو مروي عن ابن عباس أيضًا في رواية العوفي (٥)، قال: ولا الكفار منا يجارون (٦). وهو (٧) معنى قول مجاهد: لا يُنصرون.


(١) في (أ)، (ت): (مجيرك)، وما أثبتناه من (د)، (ع) هو الأنسب لما بعده.
(٢) هذا كلام الفراء في "معانيه" ٢/ ٢٠٥ مع تصرف يسير.
(٣) مطموس في (ت).
(٤) انظر: "صحب" في: "تهذيب اللغة" للأزهري ٤/ ٢٦٢، "لسان العرب" ١/ ٥٢٠، "تاج العروس" للزبيدي ٣/ ١٨٨.
(٥) رواية العوفي عن ابن عباس يرويها المفسرون -كالطبري وابن أبي حاتم وغيرهم- من طريق محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن عمه الحسين بن عطية بن سعد العوفي، عن أبيه، عن جده عطية العوفي، عن ابن عباس. وقد بين ضعف هذا الطريق السيوطي في "الإتقان" ٢/ ٥٣٥. وقال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري" ١/ ٢٦٣: وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء من أسرة واحدة، إن صح هذا التعبير، وهو معروف عند العلماء بتفسير العوفي.
(٦) رواه من طريق العوفي عن ابن عباس: الطبري ١٧/ ٣١، وابن أبي حاتم (كما في "تغليق التعليق" ٤/ ٢٥٨، وذكر سنده من طريق العوفي). وقد رواه الطبري ١٧/ ٣١ من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، بمثله. وروى الطبري ١٧/ ٣٠ - ٣١ وابن أبي حاتم (كما في "الدر المنثور" ٥/ ٦٣٢) من طريق ابن جريج قال: قال ابن عباس. (يصحبون) ينصرون.
(٧) (وهو): ساقط من (د)، (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>